expresso222
05-13-2008, 11:35 AM
حماس وحزب الله
محمود سلطان 2008
أدنت في مقال سابق، تلك الانتهازية الرخيصة، التي تحاول أن توظف كوارث العراق، وانقلاب حزب الله، وتطهير غزة، ليس لإدانة "وكلاء" طهران في بغداد والجنوب اللبناني، و"عملاء" واشنطن وتل أبيب في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن لتصفية الحسابات مع الخصوم الإسلاميين، وتقديم الصراع في تلك المناطق، ليس باعتباره تصديا للمشروعين: "الفارسي" المتأمرك في العراق ولبنان، و"الفتحاوي" المتصهين في فلسطين، وإنما باعتباره مواجهة بين "الدولة الدينية" و"الدولة المدنية" وأن الحل في " الدولة العلمانية"!.. وهو كلام يردده شيوعيون مصريون تعليقا على أحداث لبنان مؤخرا!
واليوم بات انقلاب حزب الله في لبنان، عبئا على تجربة حماس في قطاع غزة، من خلال ذات المنحى الانتهازي الرخيص، حين يعمد البعض إلى خلط الأوراق والمواقف والأجندات، ويجعل من الانقلاب الشيعي الدموي في بيروت امتدادا لـ"انقلاب" حماس على محمود عباس في غزة، أو أن لبنان ستكون نسخة مستنسخة من توترات يونيو عام 2007 في فلسطين!
قدر "حماس" أن يضاف إلى أعبائها أخطاء الآخرين، مثل ارتباطها الإسمي بجماعة الإخوان المسلمين، وهو عبء "متبادل" يتحمله الطرفان: الأولى والأخيرة، فحملة حماس المسلحة لإجهاض انقلاب الفصيل المتأمرك والمتصهين داخل حركة فتح، سددت جماعة الإخوان المسلمين جزءا من فاتورته في مصر، حين تعمد خصومها إلى خلط المواقف، والادعاء بأن "انقلاب حماس" ، سيناريو يمكن تطبيقه في مصر، للارتباط المرجعي والاسمي بين الجماعة "الأم" في القاهرة، و"الحفيد" الفلسطيني في غزة !
فيما بات الإخوان المسلمون "عبئا" على "حماس" حين يعمد خصومهما، إلى استغلال الصدامات المتتالية بين الجماعة والسلطة في مصر، لإفساد علاقة حماس بالقاهرة "الرسمية" في الوقت الذي لا تنتبه فيه الجماعة، إلى خطورة تبنيها خطابا إعلاميا، يجعل من "حماس" إدارة ملحقة بمكتب الإرشاد بالمنيل!
واليوم تحمس المتصيدون إلى التدليس والتلبيس على الرأي العام، من خلال الربط بين " البلطجة" الشيعية في شوارع بيروت وبين "تطهير" غزة من "الدحلانيين"، وهو منحى لا يستهدف الإساءة لحزب الله، وإنما يستهدف في الأصل تشويه المقاومة الفلسطينية، بلصق صورتها إلى جوار عصابات مقتدى الصدر ومليشيات حسن نصر الله!
إنها استحقاقات كبيرة لمقاومة عظيمة، فقدر "حماس" أنها ولدت في زمن التحول والهجرة الجماعية إلى "الأمركة" من جهة، وباتت هي "المربع" الذي تختبر عنده من كانت هجرته إلى "الله" أو من يمم وجهه شطر "البيت الأبيض" من جهة أخرى، فضلا عن الحرفية في خلط الأوراق ولعب الثلاث ورقات، والارتزاق المالي والسياسي والعسكري والطائفي، باسم المقاومة، إنه عبء كبير وجسيم، غير أن المقاومة الفلسطينية التي استعصت حتى الآن على كل أنماط الاستئصال، قادرة على تجاوز المحنة، وإن كانت في تقديري ليست محنة إنما "منحة" لفرز وتمحيص القلوب والسرائر.
محمود سلطان 2008
أدنت في مقال سابق، تلك الانتهازية الرخيصة، التي تحاول أن توظف كوارث العراق، وانقلاب حزب الله، وتطهير غزة، ليس لإدانة "وكلاء" طهران في بغداد والجنوب اللبناني، و"عملاء" واشنطن وتل أبيب في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن لتصفية الحسابات مع الخصوم الإسلاميين، وتقديم الصراع في تلك المناطق، ليس باعتباره تصديا للمشروعين: "الفارسي" المتأمرك في العراق ولبنان، و"الفتحاوي" المتصهين في فلسطين، وإنما باعتباره مواجهة بين "الدولة الدينية" و"الدولة المدنية" وأن الحل في " الدولة العلمانية"!.. وهو كلام يردده شيوعيون مصريون تعليقا على أحداث لبنان مؤخرا!
واليوم بات انقلاب حزب الله في لبنان، عبئا على تجربة حماس في قطاع غزة، من خلال ذات المنحى الانتهازي الرخيص، حين يعمد البعض إلى خلط الأوراق والمواقف والأجندات، ويجعل من الانقلاب الشيعي الدموي في بيروت امتدادا لـ"انقلاب" حماس على محمود عباس في غزة، أو أن لبنان ستكون نسخة مستنسخة من توترات يونيو عام 2007 في فلسطين!
قدر "حماس" أن يضاف إلى أعبائها أخطاء الآخرين، مثل ارتباطها الإسمي بجماعة الإخوان المسلمين، وهو عبء "متبادل" يتحمله الطرفان: الأولى والأخيرة، فحملة حماس المسلحة لإجهاض انقلاب الفصيل المتأمرك والمتصهين داخل حركة فتح، سددت جماعة الإخوان المسلمين جزءا من فاتورته في مصر، حين تعمد خصومها إلى خلط المواقف، والادعاء بأن "انقلاب حماس" ، سيناريو يمكن تطبيقه في مصر، للارتباط المرجعي والاسمي بين الجماعة "الأم" في القاهرة، و"الحفيد" الفلسطيني في غزة !
فيما بات الإخوان المسلمون "عبئا" على "حماس" حين يعمد خصومهما، إلى استغلال الصدامات المتتالية بين الجماعة والسلطة في مصر، لإفساد علاقة حماس بالقاهرة "الرسمية" في الوقت الذي لا تنتبه فيه الجماعة، إلى خطورة تبنيها خطابا إعلاميا، يجعل من "حماس" إدارة ملحقة بمكتب الإرشاد بالمنيل!
واليوم تحمس المتصيدون إلى التدليس والتلبيس على الرأي العام، من خلال الربط بين " البلطجة" الشيعية في شوارع بيروت وبين "تطهير" غزة من "الدحلانيين"، وهو منحى لا يستهدف الإساءة لحزب الله، وإنما يستهدف في الأصل تشويه المقاومة الفلسطينية، بلصق صورتها إلى جوار عصابات مقتدى الصدر ومليشيات حسن نصر الله!
إنها استحقاقات كبيرة لمقاومة عظيمة، فقدر "حماس" أنها ولدت في زمن التحول والهجرة الجماعية إلى "الأمركة" من جهة، وباتت هي "المربع" الذي تختبر عنده من كانت هجرته إلى "الله" أو من يمم وجهه شطر "البيت الأبيض" من جهة أخرى، فضلا عن الحرفية في خلط الأوراق ولعب الثلاث ورقات، والارتزاق المالي والسياسي والعسكري والطائفي، باسم المقاومة، إنه عبء كبير وجسيم، غير أن المقاومة الفلسطينية التي استعصت حتى الآن على كل أنماط الاستئصال، قادرة على تجاوز المحنة، وإن كانت في تقديري ليست محنة إنما "منحة" لفرز وتمحيص القلوب والسرائر.