expresso222
05-13-2008, 10:49 AM
أخطر مجازفات العصر ـ د. محمد عمارة
لقد كان العلامة أبو الأعلى المودودي (1321- 1399 هـ/ 1903-1979) ـ على جهاده الفكري والعملي ومكانته في الصحوة الإسلامية ـ هو أول من حكم على تراثنا الفكري وتاريخنا الحضاري ونظمنا السياسية والاجتماعية بالجاهلية!.. وعن المودودي انتقلت هذه المجازفة الفكرية الخطرة إلى قطاع من الشباب المسلم، فدخلت بهم نفقًا مظلمًا دمر حياتهم تدميرًا مأساويًا شديدًا.
نعم .. انفرد العلامة المودودي ببدء هذه المجازفة الفكرية عندما قال :
"إن الجاهلية قد وجدت سبيلها إلى النظام الاجتماعي الإسلامي" منذ السنوات الأخيرة لعهد عثمان بن عفان (47 ق هـ-35 هـ/ 577-656م) وأن الحكم والسلطة قد قاما على قواعد الجاهلية بدلاً من قواعد الإسلام منذ تحول الخلافة عن منهاج النبوة إلى الملك العضود" مع بداية الدولة الأموية (41 هـ- 661م) أي منذ ما قبل أربعة عشر قرنًا.
ثم حكم العلامة المودودي بأن هذه الجاهلية قد تأبدت منذ وفاة عمر بن عبد العزيز (61هـ-101هـ/681م-720م) وشملت ـ مع الحكم والسياسة ـ سائر ميادين الفكر والثقافة والفلسفة والعلوم والفنون والآداب والتمدن والاجتماع.. وبنص عبارات المودودي :
"فقد انتقلت أزمة السياسة والحكومة ، بعد عمر بن عبد العزيز، إلى أيدي الجاهلية إلى الأبد ونشرت سلطة بني أمية وبني العباس والملوك الأتراك بقوة الحكم وأموال الدولة ضلالات الجاهلية الأولى وأباطيلها في جميع العلوم والفنون والتمدن والاجتماع.. فتم رواج فلسفة الجاهلية وآدابها وفنونها، ودونت الفنون والعلوم والمعارف على طرازها.. فالحضارة التي ازدهرت في قرطبة وبغداد ودلهي والقاهرة لا دخل للإسلام فيها ولا صلة.. وتاريخها ليس إسلاميًا، بل الأجدر أن يكتب في سجل الجرائم بمداد أسود"!!..
نعم .. أنفرد العلامة المودودي بهذه المجازفة الفكرية التي سرعان ما سرت في بعض الأوساط الشبابية سريان النار في الهشيم.. حتى لقد دمرت مستقبل قطاعات من هؤلاء الشباب الذين حكموا على النظم والسياسات والقطاعات بالجاهلية ـ ومن ثم الكفرـ فسلكوا طريق العنف العشوائي في الصراع مع هذه النظم والمجتمعات..
ومع أن المشروع الفكري للمودودي ـ رحمه الله ـ قد أشتمل على ما يخالف هذه المجازفات الفكرية الخطرة إلا أن الغلاة قد أخذوا منه هذه المجازفة وحدها!.. وجاء من حكم بالجاهلية، ليس فقط على ثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا والمجتمعات الإسلامية عبر هذه التاريخ.. وإنما تصاعد بالمجازفة فحكم بانقطاع وجود الأمة الإسلامية ذاتها منذ قرون! وقال : "إن وجود الأمة الإسلامية يعتبر قد أنقطع منذ قرون كثيرة.. ولذلك فالمسألة في حقيقتها هي مسألة كفر وإيمان، مسألة شريعة وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام.. إن الناس ليس مسلمين ـ كما يدعون ـ أنهم يحيون حياة الجاهلية.. ليس هذا إسلامًا، وليس هؤلاء مسلمين.. فنحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم منها.. حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية.. هو كذلك من صنع هذه الجاهلية"!!
هكذا تبلورت في فكرنا الإسلامي المعاصر أخطر المجازفات الفكرية التي أفضت إلى دمار جيل من الشباب الذي أنطلق من هذه المجازفات!
لقد كان العلامة أبو الأعلى المودودي (1321- 1399 هـ/ 1903-1979) ـ على جهاده الفكري والعملي ومكانته في الصحوة الإسلامية ـ هو أول من حكم على تراثنا الفكري وتاريخنا الحضاري ونظمنا السياسية والاجتماعية بالجاهلية!.. وعن المودودي انتقلت هذه المجازفة الفكرية الخطرة إلى قطاع من الشباب المسلم، فدخلت بهم نفقًا مظلمًا دمر حياتهم تدميرًا مأساويًا شديدًا.
نعم .. انفرد العلامة المودودي ببدء هذه المجازفة الفكرية عندما قال :
"إن الجاهلية قد وجدت سبيلها إلى النظام الاجتماعي الإسلامي" منذ السنوات الأخيرة لعهد عثمان بن عفان (47 ق هـ-35 هـ/ 577-656م) وأن الحكم والسلطة قد قاما على قواعد الجاهلية بدلاً من قواعد الإسلام منذ تحول الخلافة عن منهاج النبوة إلى الملك العضود" مع بداية الدولة الأموية (41 هـ- 661م) أي منذ ما قبل أربعة عشر قرنًا.
ثم حكم العلامة المودودي بأن هذه الجاهلية قد تأبدت منذ وفاة عمر بن عبد العزيز (61هـ-101هـ/681م-720م) وشملت ـ مع الحكم والسياسة ـ سائر ميادين الفكر والثقافة والفلسفة والعلوم والفنون والآداب والتمدن والاجتماع.. وبنص عبارات المودودي :
"فقد انتقلت أزمة السياسة والحكومة ، بعد عمر بن عبد العزيز، إلى أيدي الجاهلية إلى الأبد ونشرت سلطة بني أمية وبني العباس والملوك الأتراك بقوة الحكم وأموال الدولة ضلالات الجاهلية الأولى وأباطيلها في جميع العلوم والفنون والتمدن والاجتماع.. فتم رواج فلسفة الجاهلية وآدابها وفنونها، ودونت الفنون والعلوم والمعارف على طرازها.. فالحضارة التي ازدهرت في قرطبة وبغداد ودلهي والقاهرة لا دخل للإسلام فيها ولا صلة.. وتاريخها ليس إسلاميًا، بل الأجدر أن يكتب في سجل الجرائم بمداد أسود"!!..
نعم .. أنفرد العلامة المودودي بهذه المجازفة الفكرية التي سرعان ما سرت في بعض الأوساط الشبابية سريان النار في الهشيم.. حتى لقد دمرت مستقبل قطاعات من هؤلاء الشباب الذين حكموا على النظم والسياسات والقطاعات بالجاهلية ـ ومن ثم الكفرـ فسلكوا طريق العنف العشوائي في الصراع مع هذه النظم والمجتمعات..
ومع أن المشروع الفكري للمودودي ـ رحمه الله ـ قد أشتمل على ما يخالف هذه المجازفات الفكرية الخطرة إلا أن الغلاة قد أخذوا منه هذه المجازفة وحدها!.. وجاء من حكم بالجاهلية، ليس فقط على ثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا والمجتمعات الإسلامية عبر هذه التاريخ.. وإنما تصاعد بالمجازفة فحكم بانقطاع وجود الأمة الإسلامية ذاتها منذ قرون! وقال : "إن وجود الأمة الإسلامية يعتبر قد أنقطع منذ قرون كثيرة.. ولذلك فالمسألة في حقيقتها هي مسألة كفر وإيمان، مسألة شريعة وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام.. إن الناس ليس مسلمين ـ كما يدعون ـ أنهم يحيون حياة الجاهلية.. ليس هذا إسلامًا، وليس هؤلاء مسلمين.. فنحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم منها.. حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية.. هو كذلك من صنع هذه الجاهلية"!!
هكذا تبلورت في فكرنا الإسلامي المعاصر أخطر المجازفات الفكرية التي أفضت إلى دمار جيل من الشباب الذي أنطلق من هذه المجازفات!