yusuf ALRWINI
04-28-2008, 11:09 AM
:
الأديب الكاتب عبدالله الماجد علامة مميزة في مشروع ثقافتنا وأدبنا المحلي.. فقد أسهم هذا «النبيل» وعلى مدى ثلاثة عقود في تقديم المقالة وأشرف على الصفحات الثقافية وشغل مدير تحرير «الرياض» فكانت له بصمات إبداعية مميزة منذ أسبوعياته في «صحيفة البلاد».. بل إن (أبا عادل) «ظل محافظاً على ألقه المعرفي، وأسلوبه الرائع في تناول القضايا.. ها هو الأديب «الماجد» يلون المشهد الإبداعي بجماليات التأمل.. ها هو يعود للركض من جديد.. ونحن في «مجلة الجزيرة الثقافية» نرحب بالأستاذ الذي ظل أستاذاً على الرغم من نأيه، وظل مخلصاً وفياً على الرغم من تقطع السبل بيننا.
يعود الماجد إلى القارىء، وإلى الثقافة باضمامة تحية، ووفاء للأحبة والأصدقاء، ورفاق الدرب.. فها هي نفحة من رؤاه المتجلية. ولنا معه مواعيد متجددة في الأسابيع القادمة.
عزيزي الأستاذ إبراهيم التركي:
أول مرة تعرفت عليك فيها يوم كنت تقدم فقرات حفل افتتاح مبنى مؤسسة الجزيرة يومها خطفت الأنظار بوجهك الصبوح الذي كان يشع نوراً مكمنه الوفاء والصدق في كل كلمة كنت تقولها وأنت تقدم فقرات الحفل الخطابي، كان بجانبي يجلس الزميل الأستاذ علي الشدي سألته عنك ذكر لي اسمك وتحدثنا عنك، بعد ذلك سألت الصديق الأستاذ حمد القاضي عنك وكان يلقي في الحفل كلمة العلامة الراحل الشيخ حمد الجاسر نيابة عنه في الحفل وتنبهت بأن بينك وبين حمد رابطاً يجمع بينكما كما بدا لي وهو التلقائية والصدق والوفاء. وأضم إلى هذه القائمة أسماء لعديد من أصدقاء الحرف أذكر منهم أبو يعرب محمد القشعمي وأحمد الصالح (مسافر)، ورفيق الدرب محمد رضا نصر الله، وزميلنا المخضرم سعد الحميدين، لكن هذه القائمة قد تأخذ مساحة طويلة من هذه الرسالة لو جردت فيها كل تلك الأسماء اللامعة بالوفاء والمحبة. لكن أسماء تطل بأعناقها رغماً عن كل ذلك عبدالله القرعاوي محمد الطيار ومحمد العجيان، ومحمد الشدي، وتركي السديري، وخالد المالك ومحمد الوعيل وفهد العرابي الحارثي، وشيخي أبو عبدالرحمن بن عقيل وشيخي الأصغر سناً، الكبير علماً يحيى محمود بن جنيد، وشيخي الأكبر الراحل محمد حسين زيدان والمضيء ذوقاً عبدالله جفري، وهاشم عبده هاشم، وعلوي طه الصافي، الغائبان عني وأنا الغائب عنهما، وسعد البواردي، الذي اكتشف أنني لم التق به منذ عشرين عاماً ونحن نوجد بشكل يكاد يكون دائماً في مدينة واحدة، فقال لي بطريقته المعهودة مندهشاً وفزعاً: لماذا يا عزيزي، والراحل الماثل في وجداننا حسن بن عبدالله آل الشيخ، ومحمد علوان المتجدد بخطى محسوبة، وحسين علي حسين المبتسم دوماً والمتواري الآن، وجار الله الحميد، الشقي دوماً، وعبدالله نور المسافر في دنيا الخيال وصاحب الذاكرة الحجرية ومحمد أبا حسين صاحب الحرفية المهنية الصحفية والنافر دوماً وسلطان البادي الذي كان مشروعاً لكاتب وصحفي جيد لكنه اختفى وخالد الدخيل الذي أنكرنا بعد أن ارتدى الروب الأكاديمي وعبدالله الناصر الذي اكتشفته مؤخراً كاتباً متميزاً انتظر روايته التي كتبها متفردة في مجموعات من القصص الجيدة وعبدالله عبدالرحمن الزيد الرائق كشعره وسليمان الحماد الذي كان مشاكساً فآثر السكينة.
أتعرف يا عزيزي إبراهيم أن صفة الوفاء هي أجمل ما يؤطر الحياة الإنسانية ويجعل لها معنى وإنني لسعيد أن أجدها فيك وفي تلك الكوكبة التي ذكرتها وأولئك الذين لم أتمهل في ذكرهم، سوف أذكرك بواقعة حدثت منذ سنوات فلقد كتبت مرة عن شاعر تناسى الكتاب ذكره وكنت قد قرأت نموذجاً من شعره في مقررات الدراسة، وذكرته في موضوع عن الشعر السعودي المعاصر إنه الشاعر إبراهيم الفلالي، كما ذكرت معه كوكبة من الشعراء أمثال أحمد قنديل وطاهر زمخشري وغيرهم وحينما قرأ الموضوع الأستاذ الراحل عبدالمجيد شبكشي وكان رئيس تحرير صحيفة البلاد، كتب إليّ يدعوني إلى الكتابة في أسبوعيات البلاد ولم أكن إذ ذاك أحرر الملحق الأدبي في الرياض ولم أكن كاتباً معروفاً، بل هو لم يعرفني شخصياً وإنما قال لي أنت تحظى بذاكرة واعية مجردة، وهكذا كنت أصغر كاكتب يكتب في أسبوعيات البلاد (كان ذلك في الثمانينيات الهجرية) وحينما زرت مدينة جدة قابلته في مقر مؤسسة البلاد ولم يكد يتعرف عليّ فقلت له: هل لو كنت قد رأيتني، لما كنت تقبل أن تنشر لي في أسبوعيات البلاد.. ورد عليّ رداً فيه ثناء لا أحب أن أذكر نصه لكي لا يكون مديحاً للذات.
وتعرفت خلال تلك الفترة على شيخي وأستاذي الذي لا يتكرر في أسلوب الكتابة وطريقتها محمد حسين زيدان وعبدالله جفري والرائع دوماً عبدالفتاح أبو مدين وعبدالله مناع وبقية الأسماء اللامعة التي صنعت مني ما أنا عليه الآن.
ما أحب أن أذكره من خلال هذا الاسترسال هو أن الكاتب يجب أن يحتفظ بذاكرة واعية، وخصوصاً ذلك الكاتب الذي يعمل في المجال الصحفي، وإلا كان مثله كمثل ذلك الذي استضاف ضيوفه وحينما دلفوا إليه كان لا يتذكر معظم أسمائهم وآفتنا أن صحافتنا وللأسف فيها شداة لا يعرفون الماضي ولا الأسماء التي كانت تملأ سماء ذلك الماضي القريب.
إنني أتوسم فيك خيراً وفي الصديق المتفاني في خدمة التاريخ الحي لمحيطنا الثقافي والصحافي أبو يعرب محمد القشعمي، من خلال ما تقدمه على صفحات الجزيرة الثقافية، وما يسجله بكل دأب في التسجيل الوثائقي لكل الرموز التي ساهمت وتساهم في حياتنا الثقافية ويودع ذلك في مكتبة الملك فهد الوطنية، وما تسهمان به معاً في إحياء ذاكرة حية على صفحات الجزيرة تكريماً ووفاء لمن هم بحاجة إلى هذه الوفاء.
استجابة لدعوتك المؤثرة.. سوف أخصص جزءاً من وقتي للكتابة عن رموز حية في ذاكرتي وفاء لهم ولما أسهموا به في حياتنا الثقافية وعن معظم تلك الأسماء الذين ذكرتهم وغيرهم سأكتب لك إذا كان في العمر بقية، على الرغم من عدم استقراري الدائم وتمثلي للمناخ الثقافي العام، بفعل مشاغلي العملية.
ودمت ودامت محبتك ومحبة الناس لك
الأديب الكاتب عبدالله الماجد علامة مميزة في مشروع ثقافتنا وأدبنا المحلي.. فقد أسهم هذا «النبيل» وعلى مدى ثلاثة عقود في تقديم المقالة وأشرف على الصفحات الثقافية وشغل مدير تحرير «الرياض» فكانت له بصمات إبداعية مميزة منذ أسبوعياته في «صحيفة البلاد».. بل إن (أبا عادل) «ظل محافظاً على ألقه المعرفي، وأسلوبه الرائع في تناول القضايا.. ها هو الأديب «الماجد» يلون المشهد الإبداعي بجماليات التأمل.. ها هو يعود للركض من جديد.. ونحن في «مجلة الجزيرة الثقافية» نرحب بالأستاذ الذي ظل أستاذاً على الرغم من نأيه، وظل مخلصاً وفياً على الرغم من تقطع السبل بيننا.
يعود الماجد إلى القارىء، وإلى الثقافة باضمامة تحية، ووفاء للأحبة والأصدقاء، ورفاق الدرب.. فها هي نفحة من رؤاه المتجلية. ولنا معه مواعيد متجددة في الأسابيع القادمة.
عزيزي الأستاذ إبراهيم التركي:
أول مرة تعرفت عليك فيها يوم كنت تقدم فقرات حفل افتتاح مبنى مؤسسة الجزيرة يومها خطفت الأنظار بوجهك الصبوح الذي كان يشع نوراً مكمنه الوفاء والصدق في كل كلمة كنت تقولها وأنت تقدم فقرات الحفل الخطابي، كان بجانبي يجلس الزميل الأستاذ علي الشدي سألته عنك ذكر لي اسمك وتحدثنا عنك، بعد ذلك سألت الصديق الأستاذ حمد القاضي عنك وكان يلقي في الحفل كلمة العلامة الراحل الشيخ حمد الجاسر نيابة عنه في الحفل وتنبهت بأن بينك وبين حمد رابطاً يجمع بينكما كما بدا لي وهو التلقائية والصدق والوفاء. وأضم إلى هذه القائمة أسماء لعديد من أصدقاء الحرف أذكر منهم أبو يعرب محمد القشعمي وأحمد الصالح (مسافر)، ورفيق الدرب محمد رضا نصر الله، وزميلنا المخضرم سعد الحميدين، لكن هذه القائمة قد تأخذ مساحة طويلة من هذه الرسالة لو جردت فيها كل تلك الأسماء اللامعة بالوفاء والمحبة. لكن أسماء تطل بأعناقها رغماً عن كل ذلك عبدالله القرعاوي محمد الطيار ومحمد العجيان، ومحمد الشدي، وتركي السديري، وخالد المالك ومحمد الوعيل وفهد العرابي الحارثي، وشيخي أبو عبدالرحمن بن عقيل وشيخي الأصغر سناً، الكبير علماً يحيى محمود بن جنيد، وشيخي الأكبر الراحل محمد حسين زيدان والمضيء ذوقاً عبدالله جفري، وهاشم عبده هاشم، وعلوي طه الصافي، الغائبان عني وأنا الغائب عنهما، وسعد البواردي، الذي اكتشف أنني لم التق به منذ عشرين عاماً ونحن نوجد بشكل يكاد يكون دائماً في مدينة واحدة، فقال لي بطريقته المعهودة مندهشاً وفزعاً: لماذا يا عزيزي، والراحل الماثل في وجداننا حسن بن عبدالله آل الشيخ، ومحمد علوان المتجدد بخطى محسوبة، وحسين علي حسين المبتسم دوماً والمتواري الآن، وجار الله الحميد، الشقي دوماً، وعبدالله نور المسافر في دنيا الخيال وصاحب الذاكرة الحجرية ومحمد أبا حسين صاحب الحرفية المهنية الصحفية والنافر دوماً وسلطان البادي الذي كان مشروعاً لكاتب وصحفي جيد لكنه اختفى وخالد الدخيل الذي أنكرنا بعد أن ارتدى الروب الأكاديمي وعبدالله الناصر الذي اكتشفته مؤخراً كاتباً متميزاً انتظر روايته التي كتبها متفردة في مجموعات من القصص الجيدة وعبدالله عبدالرحمن الزيد الرائق كشعره وسليمان الحماد الذي كان مشاكساً فآثر السكينة.
أتعرف يا عزيزي إبراهيم أن صفة الوفاء هي أجمل ما يؤطر الحياة الإنسانية ويجعل لها معنى وإنني لسعيد أن أجدها فيك وفي تلك الكوكبة التي ذكرتها وأولئك الذين لم أتمهل في ذكرهم، سوف أذكرك بواقعة حدثت منذ سنوات فلقد كتبت مرة عن شاعر تناسى الكتاب ذكره وكنت قد قرأت نموذجاً من شعره في مقررات الدراسة، وذكرته في موضوع عن الشعر السعودي المعاصر إنه الشاعر إبراهيم الفلالي، كما ذكرت معه كوكبة من الشعراء أمثال أحمد قنديل وطاهر زمخشري وغيرهم وحينما قرأ الموضوع الأستاذ الراحل عبدالمجيد شبكشي وكان رئيس تحرير صحيفة البلاد، كتب إليّ يدعوني إلى الكتابة في أسبوعيات البلاد ولم أكن إذ ذاك أحرر الملحق الأدبي في الرياض ولم أكن كاتباً معروفاً، بل هو لم يعرفني شخصياً وإنما قال لي أنت تحظى بذاكرة واعية مجردة، وهكذا كنت أصغر كاكتب يكتب في أسبوعيات البلاد (كان ذلك في الثمانينيات الهجرية) وحينما زرت مدينة جدة قابلته في مقر مؤسسة البلاد ولم يكد يتعرف عليّ فقلت له: هل لو كنت قد رأيتني، لما كنت تقبل أن تنشر لي في أسبوعيات البلاد.. ورد عليّ رداً فيه ثناء لا أحب أن أذكر نصه لكي لا يكون مديحاً للذات.
وتعرفت خلال تلك الفترة على شيخي وأستاذي الذي لا يتكرر في أسلوب الكتابة وطريقتها محمد حسين زيدان وعبدالله جفري والرائع دوماً عبدالفتاح أبو مدين وعبدالله مناع وبقية الأسماء اللامعة التي صنعت مني ما أنا عليه الآن.
ما أحب أن أذكره من خلال هذا الاسترسال هو أن الكاتب يجب أن يحتفظ بذاكرة واعية، وخصوصاً ذلك الكاتب الذي يعمل في المجال الصحفي، وإلا كان مثله كمثل ذلك الذي استضاف ضيوفه وحينما دلفوا إليه كان لا يتذكر معظم أسمائهم وآفتنا أن صحافتنا وللأسف فيها شداة لا يعرفون الماضي ولا الأسماء التي كانت تملأ سماء ذلك الماضي القريب.
إنني أتوسم فيك خيراً وفي الصديق المتفاني في خدمة التاريخ الحي لمحيطنا الثقافي والصحافي أبو يعرب محمد القشعمي، من خلال ما تقدمه على صفحات الجزيرة الثقافية، وما يسجله بكل دأب في التسجيل الوثائقي لكل الرموز التي ساهمت وتساهم في حياتنا الثقافية ويودع ذلك في مكتبة الملك فهد الوطنية، وما تسهمان به معاً في إحياء ذاكرة حية على صفحات الجزيرة تكريماً ووفاء لمن هم بحاجة إلى هذه الوفاء.
استجابة لدعوتك المؤثرة.. سوف أخصص جزءاً من وقتي للكتابة عن رموز حية في ذاكرتي وفاء لهم ولما أسهموا به في حياتنا الثقافية وعن معظم تلك الأسماء الذين ذكرتهم وغيرهم سأكتب لك إذا كان في العمر بقية، على الرغم من عدم استقراري الدائم وتمثلي للمناخ الثقافي العام، بفعل مشاغلي العملية.
ودمت ودامت محبتك ومحبة الناس لك