Warning: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/forumbs/public_html/includes/class_core.php on line 1960
حبيبي في الحياة [الأرشيف] - منتديات بانى ستار

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حبيبي في الحياة



bassem_1974
04-27-2008, 03:54 PM
قبل أن أعرض عليكم قصتي المحزنة الطويلة التي ابتدأت من دخولي المدرسة حتى مررت بأحداث مليئة بالآحزان والحياة القاسية ..
التي فيها من
الإثارة والعبرة ما يكفي ،وسوف تعلمون
من هو حبيبي في الحياة ؟
وماذا علمني ؟
وكم جفيته من الأ عوام ؟

لذا أعرفكم على نفسي فأنا رجل شاب أعيش في بيئة محافظة ،
اسمي عبدالله أبي أنجب أربعة أبناء ثلاثة إناث وأنا الوحيد ذكر ، وكنت أكبرهم لذلك كان يهتم بي ، فلقد سجلني أبي في حلقة التحفيظ التي في المسجد المجاور لبيتنا وأنافي عمر السادسة.
من هنا بدأت قصتي مع حبيبي ..


(الحلقة الثانية)


كان مدرسنا في تحفيظ رجل عاقل ومتفهم وكان حريص علينا ومدرك لطيش الأطفال في مثل سني .
لذا فقد تعرفت على جمع من الاطفال داخل الحلقة وخارجها وأصبح لي مجموعة من الأطفال لذا كنت ألعب معهم في الحلقه وكنت قائدهم لما لي من الجرئه في طبعي ولا أهتم في الحلقه.
يوبخني المدرس تارة وتارة لكن لم أرع له اهتمام بدأت أحفظ كل يومين سورة تقريبآ
وكان أبي يهتم بي كثيرآ حتى أنه يسئل المدرس عني ويجيبه عن مشاغبتي واهمالي.
أبي رجل حليم فكان يسئله كل أسبوع ثم يقول لي:ياولدي عبدالله لن يسعدك في الدنيا والأخرة إلا القرآن !
وكان كل أسبوع يرد علي بهذه الكلمات التي لم أعرفها إلا فيما بعد !....


(الحلقة الثالثه)

بعد ذلك مللت من الحلقه بسبب أني غير مهتم لها وعادة الصغار في الغالب يملون من التعليم عامة.
وكنت أخرج من البيت وأقول أني ذاهب للحلقة لكنني لا أذهب إليها بل قد تعرفت على أطفال الحارة الأشقياء الذين لم يدخلوا الحلقة أصلآ بل كانوا في طريقي دائما إليها
وليتهم لم يكونوا.
كان هؤلاء قد أعدوا ملعبا لكرة القدم وذهبت معهم ولعبت معهم ولم أذهب إلى
حلقتي وإلى حبيبي .!
تعرفت عليهم جميعا وكانوا من أردء الناس ،..
وتعرفت على خالد الذي يكبرني بخمس سنوات تقريبا وكان في غاية الخبث والدهاء ! ولكن لم يظهر عليه تجاهي بل كان لطيفآ معي وهذا من مكره علي!


(الحلقه الرابعة)

دخلت معه ودخل معي وليتني لم أتعرف عليه وعليهم وليتني كنت في الحلقه ومع أبناءها الطاهرين كان عمري حينها الحادية عشر من عمري وأصبحت في الخامس الإبتدائي وخالد في أولى ثانوي خالد في بيئة سيئة بعيدة عن الله عكس بيئتي تماما وكانت أفضل منا ماديا وكنت أشاهده في المدرسة بحكم أن المدرسة جامعة لثلاث مراحل لقد كان يهتم بي في الظاهر ويخفي في قلبه أنواع الخبث والحقد وكان يحدد لي أصدقائي بهواه.
كنت بريء لم أعلم، لأني طفل لم أعرف أن في الحياة قسوة ومرارة وحقد !
...علم أبي بما يجري !؟



(الحلقة الخامسة)

..وذلك عن طريق مدرس الحلقة الفاضل وقد كنت متغيب
عن الحلقة أسبوع!!
كل هذا بسبب خالد ورفاقه..
تفاجأ! أبي ! بالخبر ولم يتصور ذلك مني !لأني كنت صغير وكذلك مطيع لوالدي في كل شيئ ..
جاء أبي للبيت وناداني مناداة رجل غاضب وبصوت عال : عاااابد الله !!
أيها الولد المخادع!
سمعت ذلك وعلمت بأن أبي علم كل شي عني وارتجفت وخفت خوفآ شديدا لأني لأول مرة أرى أبي غاضبآ علي بهذا الشكل وأبي كما ذكرت حليما ولا يغضب كثيرآ..
قدمت إلى أبي وأنا مطأطأ رأسي إلى الأرض! وخائف!
وأرتجف! وتخيلات في رأسي تبدو كثيرة بما سيفعل أبي بي وهو غاضب هذا الغضب !
وأنا فعلت كل هذا به ..
قال: لقد تغيبت عن حلقتك أسبوع كامل وأنت تخرج من البيت يوميا وتقول أنك ذاهب للحلقة !
أين كنت ؟
ولماذا تغيبت ؟
سكت قليلا وأنا أبلع ريقي من الخوف ورجلي ترتجفان
هيا أجب؟ أيها المخادع العاق!
قلت : لقد كنت في....
ماذا أقول ؟أقول مع خالد ورفاقه ألعب كرة! وخالد قد قال لي:لا تخبر والداك أنك معي قد يأتونني وأنا لا أتحملهما وأبغضهما-لأنه قد حدث له موقف مع أبي-وإن أخبرتهم فلا تلومن إلا نفسك سوف أضربك واجعل الناس يكرهونك وسوف وسوف...
قلت: كنت في مسجد آخر لأني لا أحب هذه الحلقه__
قال أبي:إذن أنت تحفظ لوحدك في المسجد إذن اسمعني ما حفظت؟
تلعثمت وسكت.
لقد علم أبي أني كاذب!
ثم حاول معي لأخبره أين كنت ولكن لم أجيبه الصراحة،
غضب أبي ولم يكلمني يوم كامل وكذلك أمي وأخواتي.
ومنعني أن أخرج من البيت لوحدي بل معه فقط إلى المسجد .
أصبحت غريق الذنب وضاقت علي الأرض وتمنيت الموت ولقد زدت عذابا حينما ذهبوا أهلي في نزهة إذ كان ذاك يوم إجازة وقد حرمت من هذه النزهة. لا أحد يتصور مابي من هم وغم وحزن.

(الحلقة السادسة)
أخذني أبي وأرجعني الى الحلقه وبدأت صفحة جديدة هذه المرة لان العقاب كان قويا وقاسيا_
بدأت أحفظ وأراجع ماسبق فلقد حفظت حتى الآن عشرة أجزاء وقد قال لي أبي:سوف تذهب وترجع معي .
أنا قلت: لا،بأس
أتاني خالد في المدرسة وقال:أين أنت؟
لم أرك من يومين
قلت:لقد علم أبي بما فعلت وعاتبني وأنا لا أتصور أن أراك إلا في المدرسة فقط
فزع! خالد وذهل! وقال:
هل أخبرت أباك بأنك كنت معي قلت: لا
قال: لماذا لا اراك بعد الحلقه
قلت:أبي معي حين أذهب وحين أخرج.
انقطعت العلاقة نوعا ما مع خالد .
لأنني لا أراه إلا في المدرسة لقد أصبحت حياتي رائعة ببعد خالد عني.
أصبح عمري الآن أربعة عشر يعني في الصف الأولى المتوسط ولقد أصبحت من أفضل الطلاب وحفظت قرابة العشرين جزءا..
مرت الأيام .. أصيب أبي بوعكة صحية ودخل المستشفى ..
علم خالد بأن أبي في المستشفى ..
وحينها قد اشترى خالد سيارة لذلك كان يقول لي قبل ان يدخل أبي المستشفى سوف أمرك ؟ولكن كان أبي بجواري لذلك يخاف ويمتنع.
قال خالد لي في صباح أحد الأيام بعد دخول أبي المستشفى سوف امرك اليوم ليلا؟
قلت: لا، أبي سوف أذهب لأزوره.
قال: بعد الزيارة.سوف فقط أطلعك السيارة لاتخف.
قلت:حسنآ.
ذهبت إلى أبي ولقد كشف عليه الأ طباء ولم يعرفوا ماذا به .
استمرت الأيام وأبي يزداد كل يوم سوءا ..

(الحلقه السابعة)

وفي أحد الأيام سألني خالد من يذهبك أنت وإخوتك إلى المستشفى ؟
قلت:سيارة الأجرة !
قال: لماذا لا أوصلكم إلى المستشفي؟
قلت:شكرآ فأهلي وخاصة أخواتي لا يرضون بذلك.
قال: أنت أصبحت كبيرهم وولي أمرهم أفرض رأيك عليهم ها هل تخاف؟
قلت: لا بل أحترم مشاعرهم.
لقد ألح كثيرآ علي فقلت له سأشاورهم واتصل عليك .
قلت لأمي : يا أمي عندي صديق طيب قد اشترى سيارة وعلم أننا نذهب بالأجرة وألح ان يذهب بنا مارأيك ؟
قالت: إن أبيك لا يرضى بذلك وكذلك أنا وأخوتك.
قلت: أبي لا يعلم ولو علم
لشكر صديقي خالد!
قالت: قلت لك لا .
قلت :بلى .
لقد أجبرت أمي على الذهاب فوافقت.
أخواتي لم يوافقوا أجبرتهم وتعاركنا وأخيرآ وافقوا.
اتصلت على خالد وقلت :نحن جاهزون.
قدم خالد الى البيت وقد لبس أفضل الثياب والرائحة الرائعه
قلت له شكرآ لقد جهزت سيارتك تجهيزا رائعا!
قال: إنك غالي عندي أنت وأخوتك !!!
قلت متعجبآ!: وأمي!
قال: وأمك.
ركبت في المقدمة وركب أهلي في الخلف.
كان يمشي جيدآ ليس كعادته وبدأ يتكلم معي
بطريقة غريبة!
ويتكلم عن نفسة وعائلته الثرية !
لم أفهم مايدور!
وصلنا الى المستشفى
ونزلنا.
قال لي بصوت فيه رقة!
سوف انتظركم هنا؟
قلت: حسنآ.
دخلنا إلى المستشفى ورأينا أبي في العناية!
جاء الاطباء وقالوا أين الرجل المسؤول عنكم؟
قلت: أنا.
بدأ الطبيب يتحدث معي ويقوي من مسؤوليتي تجاه أهلي.
لم أفهم مايقصد
قلت له: أدخل في صلب الموضوع فأنا أعلم كل
ماقلته لا داعي لتكراره.
قال: عبدالله أنت مؤمن بالله وبقضاءه وقدره ولقد علمت أنك تحفط القرآن لذلك هو
يعطيك قوة في مواجهة المصائب... قاطعت كلامه
وقلت: قلي ما في أبي.
قال: لقد أجرينا الفحوصات اللازمة واكتشفنا أن في والدك السرطان!!!
وقد انتشر في دمه ولا نستطيع السيطرة عليه!
انصدمت! صدمة قوية كيف وكيف من يعول أهلي
من من ...
خرجت من غرفة الطبيب .
فجأة وإذا في وجهي خالد!
قال : لا تخف أنا سوف أجتهد في توصيلكم في أي مكان
وأعطيكم ما تحتاجون!
قلت :لقد سمعت ما قاله لي الطبيب !!
قال :نعم
(من خبث خالد لم يقل لي أن أباك سوف يتشافى وأنه سوف يرجع لكم بل كأنه جزم بموته وفي هيئة وجهه الفرح والسرور!)

قلت له : إن المصيبة كيف اشرح لأمي وإخوتي بذلك
فالأمر خطير!
قال :أنا سوف أقول لهم إن سمحت.
دخل في قلبي شك حين قال ذلك _




(الحلقة الثامنة)
قلت : لا. بل أنا سوف اشرح لهم الوضع.
ذهبت لغرفة أبي ،دخلت ، مباشرة استقبلتني أمي وسألتني أباك ما به ؟
ولماذا في العناية ؟
وماذا يريدون الأ طباء؟
قلت: هدئي من روعك إذا خرجنا سوف أقول لك.
قالت: هيا نخرج من الغرفة وقل لي.
خرجنا من الغرفة!
كيف أبدأ؟ وماذا أقول؟
قلت: أبي أب... سسس...
قل: مافي والدك.
قلت: أبي لقد انتشر السرطان في دمه ولا يستطيعون السيطرة عليه!
انفجرت أمي بالبكاء .
لقد سمع كل من في الممر وكان من الذين سمعوا خالد!
أتى بسرعة!وهدأ أمي .
خرجوا أخواتي من الغرفة وبدؤا يقولون ما بكم؟
حاولت تهدأتهم وإخبارهم بعد حين ولكن! بدأ خالد يرفع صوته ويقول أباكم مريض بمرض ال... جعلت يدي في فمه وقلت اصمت؟هو بخير وسوف يتشافى بإذن الله
اندهشوا واندفعوا علينا والحوا ما به أبينا ؟
هدأتهم وأخبرتهم بأن أبي فيه السرطان وبإذن الله سوف
يتشافى .
انهمروا ببكاء عميق .
هدأتهم وخرجنا من المستشفى وركبنا مع خالد ليوصلنا الي البيت.
لقد كان الصمت سائدا محيرآ
في البيت وقبله السيارة.
مرت الآيام ونحن نذهب مع خالد كل يوم،وكل يوم يزداد دخولآ مع أهلي ومعي.
كان يطلبني ان أذهب معه ومعه أصدقاءه إذ كانوا يجتمعون في أحد الشوارع ويفعلون ما يفعلون من طيش المراهقين الساذج.
أنا لم أترك الحلقه حيث كانت أمي تتابعني .
خالد دائما يحاول ابعادي عنها وأنا أتعلل بوالدتي.
شيئا فشيئا حتى لهيت معه ومع اصدقاءه حتى تركت الحلقة!
وكلما دخلت البيت تبدأ أمي بتوبخي بتركها.
وأصبح أهلي يذهبون لزيارة والدي الذي أشرف على نهاية حياته بالأجرة لوحدهم إذ كنت مع خالد ورفاقه حيث يقول خالد: ما الفائدة من زيارة والدك؟
فهو لا يعرف زرته أم لا؟
و أهلك اجعلهم يذهبون بالأجره لوحدهم.
غضبت أمي من وضعي لكن للأسف لقد كنت غارقا بخالد!ولم أرع لها أي اهتمام!
لقد سحرني خالد بتعامله معي وتجاوبه مع طلباتي!
ورقته واحترامه لكلامي.
لذلك كان من الصعب أن أعصيه في شئ من أوامره لي.
لقد تعرفت على رفاقه وقد كانبوا يجتمعون في استراحة أبي خالد وقد تركها لابنه.
لذلك كنت أغلب الوقت في هذه الإستراحة .
تردت حالة أبي الصحية كثيرآ وكل يوم تطلب أمي ان أذهب معهم لأزوره،لكني لا أوافق.
طلبت أمي مني في أحد الأيام ان ازور أبي لأنه قد شارف على الانتهاء وألحت علي لعل في زيارتي لأبي تحسن لصحته .
وافقت وذهبت مع أهلي إلى أبي!



(الحلقة التاسعة)

دخلت على أبي نظرت إلى أبي ما إن وقعت عيناي على أبي إلا قد سبقني أبي بعيناه التى قرأت من خلالها آلامه التي لحقت به ، وقال لي بصوت ضعيف خافت مليئ بالحسرة والألم: عبدالله !
قلت: أهلا أبي كيف
صحتك اليوم ؟
قال: لقد قدمت في الوقت المناسب ياولدي.
أنا أحس بنهاية عمري وأود أن أكلمك في كلمات لطالما أود أن تلتزم بها وتنفذها ؟
قلت: لا، يا أبي أطال الله في عمرك سوف تتشافى
إن شاء الله .
لقد أحس أبي بالموت!
وأنا قد لا حظت ذلك
في وجهه.
قال لي: اقترب مني يا عبدالله سأقول لك كلمات مهمة أتمنى أن تسمعها جيدآ.
اقتربت إلى وجه أبي قلت:
تفضل قل ما عندك ؟
قال: أنا سأموت ولن يبقى لأهلك أحد إلا أنت لذا حاول أن تجعلهم سعداء بك وان تكون على قدر من المسؤلية وأنت أهلا لها فأنت قد حفظت عشرين جزءا وقد بلغت من عمرك سن البلوغ وأصبحت رجلا.
وأوصيك بتعلم القران وحفظه وتعليمه ، فإنه خير معين في الدنيا والأخره وهو سر السعادة الذي طالما نسي من يبحث السعادة عنه.
ثم بدأ يتكلم كلمات لا أفهمها حتى بح صوته ،وتغيرت ملامح وجهه ، وارتخت مفاصله، وبدأ يشهق... ويشهق... حتى لفظ آخر أنفاسه..!
صرخت! أبي؟ أبي؟ أبي؟
لم يجب لقد مات! وتركني وحيدآ أحمل أسرة وأنا صغير لم أفرق بين الخير والشر وأصدقاء السوء قد التفوا علي.
سمع الأطباء صراخي وقدموا يركضون نحو الغرفة !
أجروا الإجرآت اللازمة لم يفد ذلك. كان أهلي في الخارج لقد ادركوا أن أبي مات.
صرخ كل واحد منهم صرخات!
هدأت الوضع وأخرجتهم من الغرفة ...
...بعدها ..صلينا على أبي، ثم قدم الناس يعزونا في البيت.
انقطعت عن خالد اسبوع تقريبآ وذلك بحكم العزاء .
والغريب في الأمر ان خالد لم يأتي ليعزيني أنا وأهلي.
حتى أن أمي سألتني هل خالد به مكروه؟
إنه لم يأتي ليعزينا؟
الأصل في ذلك أنه يعزينا لكن دناءته لم تسمح له بذلك.
رآني في المدرسة وسلم علي وقال لقد اشتقت لك كثيرا.قلت :وأنا كذلك.
قال:سوف نجتمع اليوم في الإستراحة سوف أمر عليك؟
قلت: لا بأس.

مرت الأيام وأنا أذهب معه حتى أننا نتأخر إلى قبيل الفجر نتبادل الحديث والضحك وغيرها. هذا في بادئ الأمر.
لقد تطور الامر حتى انهم
بدؤو يدخنون وأجبروني على ذلك. حتى قلت في أول مرة لا أنا لا أشرب الدخان فهو محرم وكذلك مضر بالصحة.
ضحكوا علي وهزءوني،
قال أحدهم تجلس مع المدخنين ولا تدخن أمرك عجيب!
لقد تفننوا في الأساليب حتى أوقعوني في سمهم.
حين ذلك كانت أمي تسألني ما هذه الرائحة القبيحة التي أشمها فيك؟ هل تدخن؟
قلت: لا بل أجلس مع ناس يدخنون.
قالت :من هم؟
لم أجيبها بل تظاهرت بالغضب وقلت:هل تفتحين معي ملف تحقيق؟!
لقد تجرأت على أمي كثيرآ؟
وأحزنتها كثيرآ!
سألني خالد في أحد الأيام سؤلا بدأ يهدد حياتي ويدمرها!
حينما أوصلني الى الاستراحة حيث قال:لقد تعبنا من إيصالك وتحملناك كثيرآ لذلك لماذا لا تشتري سيارة لك فأنت قد كبرت؟
إنها أول مرة يخاطبني خالد بهذه الكلمات الحادة فهو لا يظهر خباثته من قلبه، بل كان يخفيها بلسانه!
قلت سوف أخاطب أمي لاحقا بالموضوع!
قال: إن أردت أن تستأجر سيارتي أو تشتريها فلا مانع عندي.
سكت ،وبدأت أفكر في الموضوع فأنا لم أبلغ السادسة عشر وأمي قد وعدتني بأنها سوف تشتري لي السيارة إذا أكملت التاسعة عشر.
رجعت الى البيت،ونمت.
حتى أصبحت وعلى رأسي أمي توقظني؟


(الحلقة العاشرة)


قالت: قم للمدرسة .
قلت: لن أذهب للمدرسة مللت من الأجرة أريد سيارة خاصة بي؟
قالت: انتظر حتى تكبر.
قلت: لن أدرس حتى تشتري لي بالسيارة.
لم أذهب للمدرسة ذلك اليوم بل ألحيت على أمي حتى أعطتني عشرين ألفا. فرحت بها كثيرا ، لكن كان رأي خالد غيري .!
ذهبت إلى خالد وأخبرته .
قال: عشرون ألفا فقط لن تكفي ، بل مائة الف هي التي تكفى ،لقد اخفت أمك المال عنك فأبيك قد خلف مالا وافرا.
فكرت في الأمر وقلت لا أتصور من أمي ذلك.
دخلت البيت غاضبآ :أمي قد اخفيت عني مال أبي!
تعجبت من ذلك وقالت: لا،
كل ما معي أعطيتك إياه.
قلت : أريد مائة ألف .هذه لاتكفي. استلفي من البنك؟
ما زلت بها البريئة المسكينة حتى وافقت .
استلفت واعطتني إياه .
فرحت وابتهجت كثيرآ
حتى اتصلت على خالد .
ذهبت إلى المعرض واشتريت السيارة أنا وخالد.
مرت الايام .....
تخرجت من الثانوية ..
بدأت أبحث وأفكر في التخصص المناسب .
لقد علم خالد أني سوف
أدخل الجامعة .
وقال : لاتكمل فالدراسة لا تنفعك . وأنا سوف أدخل مشروعآ تجاريا ناجحآ وسوف تكون معي.
حاول إقناعي بعدم جدوى
الدراسة . للأسف لقد اقنعني واقتنعت.
غضبت أمي من عدم إكمالي للدراسة تعللت
لها بعدم قبولي.
طلب مني خالد مائة الف ريال!
قلت : كيف اطلب منها وانا قد طلبت منها قبل أيام!
قال: سوف ندخل مشروعآ تجاريا وسوف نجعل المائة ثلاث مرات.
ذهبت لأمي الرقيقه المسكينة وشرحت لها المشروع.
تفاءلت أمي واستبشرت خيرا واستلفت من البنك بإسمها طبعآ.
أعطيت خالد المال! قال: سوف تأتي البضاعة من الخارج وسوف نضعها في الإستراحة، فلا تسأل عن شي فقط اسمع وأجب وسوف نتقاسم الأرباح. اتفقنا.
قلت: حسنآ اتفقنا.
لقد اتفقت على مشروع دمر حياتي وحياة من يتبعوني!
وفي أحد الأيام وأنا جالس في الإستراحة إذ ....



(الحلقة الحادية عشر)


...فتح الباب الكبير بقوة ودخلت سيارتين بدون لوحات مرورية!
وأنا أنظر من النافذة بعجب!! نزل من بداخل السيارتين وإذا هم متلثمون!
أخرجوا كراتين مشبوهة وقديمة بدأ خالد يكلمهم وهم يلتفتون يمينآ وشمالا!
أعطاهم شي لم أنظر إليه ثم خرجوا .
.. اتجهت نحو خالد مباشرة وسألته :من هؤلاء ؟!
قال : هذه البضاعة التى سنملك الدنيا إذا تم بيعها!
قلت: وماذا تحتوي عليه ؟
قال: أما نحن قد اتفقنا على ان لا تسأل عن أي شي ، سوف نقسم الأرباح بيننا فيما بعد.
وبدأ يأخذ ويبيع وقال: هيا
إبدأ بالبيع.
قلت: لن أبيع حتى تعلمني ماهذه البضاعة.؟
قال بصوت ضعيف: إنها مخدرات !!
ذهلت يوم سمعت هذه الكلمة ولم أصدق ما يجري..
قلت :كيف قد يرانا أحد إن مشروعك فاشل!
قال: لا، تخف فسوف نبيع فقط لن نتعاطاها!
لقد كذب علي ، نعم لقد كذب علي.
مرت الأيام .. حتى وضع لي في طعامي من دون أن أشعر بعضآ من المخدر!
لقد دمر حياتي .. . وهذه المرة قوية جدآ .. لم أكن أعلم بل أدمنت هذا الطعام..
...حتى أصبحت أبحث عنه ليعطيني هذا الطعام..
حتى سألته من أين تأتي بهذا الطعام؟
حتى سمعت إجابة قوية دمرت حياتي!.
قال: بكل وقاحة وجرئه إنها مخدرات!! أما أعجبتك أيها الغبي!؟!
لقد كان مفعول المخدر قويا لذا لا أبحث إلا عنه!
قلت لا يهم وأريد منه ؟
قال: الآن لا أعطيك إياه بدون مقابل ، أعطني مالآ لأوفرك إياه؟
قلت: مائة ألف الذي أعطيتك إياها خذها وأعطني..!
فرح واستبشر ووافق مباشرة وقال: سوف تخرج من تجارتي وأكون لوحدي .
قلت: لا بأس. المهم أن تعطيني ؟
قال: سوف أعطيك لمدة
أسبوع.
مرت الأيام .. وأنا على هذا الحال .. لا أرى أهلي أشهر وتزيد؟
لقد انتهى الأسبوع!! انتهى المخدر !
طلبت منه ؟ طلب مني مالا؟
لم يبقى عندي مال سوى سيارتي التى تبلع خمسين ألف ريال !
أعطيتها إياه لم يرض في بداية الأمر ثم وافق أخيرآ..
لقد انتهى كل شي
أملكه...أطارد هذا المخدر حتى أني اسرق .. وابحث عن المال بأي وسيلة حتى ولو أن أذل نفسي..
لقد خطرت لي فكرة أن أبيع البيت الذي يسكنه أهلي !!
ذهبت إلى البيت ووضعت إعلان البيع من دون مشاورتي أهلي !
دخلت على البيت وقد ظهرت علي آثار المخدر..
قدمت أمي إلي سريعا .. ابني.. الحمد لله على سلامتك..
هل أصابك أذى ؟
نهرتها وقلت : أنا سوف أبيع البيت ولقد وضعت الأعلان ،إني محتاج الى المال من أجل تجارتي !
رفضت أمي وإخوتي من ذلك لكني لم أهتم في ذلك وبعت البيت من الغد ،وأخذت المال وأعطيتها خالد ، وتركت أهلي في شقة قديمة مستأجرة متهالكة ، وألزمتهم دفع الإجار.....!



( الحلقة الثانية عشر)

لقد دمر حياتي وحياة أهلي ... لقد أصبح يوجهني حيثما يريد ...
لقد انتهى مال البيت وانقطع المخدر.. طلبت وتوسلت خالد ليعطيني مال.. لكنه رفض!
قلت له : لم يبقى لي مالا ..كل ما أملكه أعطيتك إياه !
قال بكل خبث : لا ، عندك الكثير .
قلت : ماذا تقصد؟
قال: أريد أن أتزوج أختك ،ومهرها لك ما تشاء من المخدر !!
وافقت لأني كنت محتاجآ للمخدر فأنا منذ أيام لم أذق شيئا ..
ذهبت لأختي وأعلمتها الخبر،وقلت :سوف يتم الزواج غدآ !
رفضت ورفضت أمي اكرهتهما بالقوة..حتى جاء من الغد رحبت بخالد وحضر!
وسحبت أختي له من دون رحمة وشفقه.. وهي تتوسل إلي .. لا،. لا.تجبرني يا أخي على مجرم إني ذاهبة إلى الجحيم ..
لم أرحم توسلها ولم أجبه طبعآ كل هذا من أجل المخدر اللعين ..!
تزوجها خالد وسكن في غرفة من غرف الإستراحة!
كانت وظيفة أختي هو الخدم لنا ولأصدقاءنا !!
لقد ذاقت جميع الأذى منا !
لم يكتفي خالد الفاسق ! من تدميري أنا فقط ..
لقد أوقع
أختي في الادمان !!
من دون أن تعلم .. مثلي تماما.
وجعل العوض الذي يأخذه منها ومني
مقابل المخدر الذي يعطينا إياه ... أتدرون ماهو ؟؟
إنه عرض أختي الشريفة الطاهرة .!!!!
حيث يدخل عليها الشباب ويعطونه مالا لأجل ذلك !
مرت الأيام ، والليالي ، ونحن على هذا الوضع الحقير !!
وفي أحد الايام سمعنا صوت رجال الأمن .. خفت خوفآ شديدآ ،والتفت يمينا وشمالا وأنادي :خااالد ؟ لم يجبني أحد وإذا الاستراحة خالية سوى أختي وأنا فقط !
دخلت الشرطة الإستراحة وألقت القبض علي وعلى أختي وأخذت البضاعة الموجودة !
دخلت ودخلت أختي السجن ..
بعد التحقيق معنا لساعات طوال وحسرات جسام ..
حكم علينا بالسجن عشر سنين !!
لم تجد الشرطة خالد بحثت عنه في جميع البلد..
أمي أيضآ سجنت !
لكن لماذا؟ أمي لم
تكن معنا ؟
لقد سجنوها بسببي أنا !
لأنها لم تستطيع تسديد الديون التي بأسمها ، حيث كنت أتسلف بإسمها !!
أختاي الإثنتان ، أخرجهما صاحب الشقة بسبب عدم السداد .. ودخلوا رعاية الأيتام !!لقد تشتت الأسرة السعيدة المترابطة كل ذلك بسبب الشيطان خالد! ....


(الحلقة الثانية عشر)

لقد تحسرت كثيرا في السجن فأنا بين المجرمين أسكن .. يا لمرارة العيش ..
بعد ما كنت أعيش في حياة مليئة بالسعادة والقرب من الله ها أنا بين حياة البؤس والشقاء والحسرة والندم..
لقد التف علي اليأس
بولم استطيع التفكير في المستقبل.. لقد ذهب كل شي .. ديني .. أبي .. أمي.. أخوتي.. بيتي .. سيارتي..
دراستي .....
لقد كنت أفعل أفعالا غريبة في السجن كل هذا بسبب الحسرة واليأس ..
كنت أصرخ صرخات قوية حتى ينزعج الذين معي ثم ينهالون علي بالضرب ..
وفي أحد الايام .. دخل العسكري علينا في السجن ونادى : عبد الله!
رفعت يدي ، أخذني بشدة ودفعني نحو الباب .
فكرت ماذا يريد ؟ لقد انتهى التحقيق .هل سوف أخرج ؟ لم أدخل إلا بضع أشهر ؟ وقد حكم علي فلا مفر ؟
لكن لقد سمعت إجابة زادتني تحسرا إلى تحسري وندمي.
أدخلني على مدير السجن !
وسألني عن فلانة ..... هل تلزمك معها قرابة ؟
لقد قال اسم أختي التى كانت معي في الإستراحة(زوجة خالد).
قلت: نعم، إنها أختي ، هل في الأمر شي؟
لقد اسمعني إجابة هي صاعقة نحرت جسمي ومشاعري .
قال: لقد ماتت في السجن ،وبعد الفحص عليها تبين أن بها مرضين مرض الإيدز !ومرض السرطان!
انفجرت من البكاء ! فأنا السبب في موتها ؟ لقد تذكرت توسلها لي حينما كنت اسحبها إلى خالد لتتزوجه ، إنها مأساه بحق !تذكرتها وما زالت تلك الكلمة في خاطري حينما قالت : إني ذاهبة الى الجحيم ...
أرجعني العسكري إلى السجن .. لقد زاد التفاف اليأس فيني وأصبحت متشائما ضعيفا ،وأصابني الوهن والمرض ..
لقد مرت السنين ... وأنا على هذا الوضع السيئ لم أفعل أي تغيبر فيني ، فقط لقد عالجوني من المخدرات ، أما التدخين فلم أتركه ، كل هذا بسبب اليأس والقنوط ! حتى لم تبقى سوى سنة واحدة لأخرج ..


(الحلقة الثالثة عشر)

لقد تذكرت أيامي الأولى عندما كنت في مدرسة التحفظ ،وكم كنت متعلق بالقرآن وأين أنا عنه الآن ؟
بحثت عن المصحف وجدته .
ما إن وجدته إلا وقد أخذته وكأني رجل ضميانآ يأخذ كأسآ من الماء..
فتحت ورقات المصحف تذكرت كم قد سهرت وجلست لساعات طوال أنا أحفظ واراجع ..
لقد قرأت كثيرآ ، وتدبرت جيدآ حتى أصبت بالهدوء التام والراحة الكبيرة ،
تندمت ليتني رجعت إليك من قبل ولم أهجرك هذا الهجران . وليتني سمعت ونفذت وصية أبي ..
لقد فكرت بجد هذه المرة في مستقبلي فكل شئ أصبح بإمكان أن يتحقق ويرجع ،فالذنوب التي فعلتها سوف تمحى بعد التوبة ، كما في كلام الله ، أما خروج أمي من السجن فهذا قد يستغرق وقتآ كثيرآ لأجل الحصول على مبلغ ضخم من المال. لكن قلت: سوف أجد الحل في القرآن .
حتى قرأت ووصلت لآية هي فرجي وهي قد أعادت لي البسمة والحياة حيث يقول الله تعالى: [ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب>
لقد انتابني الفرح والسرور ،لذا فكرت في مستقبلي القادم وعسى ان تقبل أمي الحنونة البريئة اعتذاري، وعسى ان يقبلا أختاي تقصيري تجاههما وعسى ان تقبل اعتذاري اختي المفقودة عند لقائي بها في الأخرة...
لقد كنت أعد الساعات، بل الدقائق ،بل الثواني ، لكي أعود للحرية وأصلح ما أفسدت واعمل بوصية أبي ، وأعاقب كل أصدقاء السوء! وعلى رأسهم خالد الذي سوف أبدا به و أنفيه من على وجه الأرض ...
كلما جاء العسكري استبشرت خيرا لعله جاء ليخرجني ؟
وبعد مدة من الزمن....
لقد جاء اليوم الموعود والفرج المنتظر ..
لقد دخل العسكري ونادى عبدالله ؟
قلت ،نعم موجود.
قال: لقد حان موعد خروجك؟
فرحت فرحة عظيمة ، ويحق لي لأني سوف أبدأ مرحلة جديدة ..
ولكن! حدث لي حادثة هزت مشاعري ،وهدأت أعصابي .
حينما كنت واقفا لإنهي اجراءت الخروج ، وإذ بمجرم يدخل السجن !
قلت في نفسي الرجل ليس غريبآ ..!
نعم ، ليس غريبا فأنا أعرفه جيدآ ...
سألت العسكري من هذا قال:
هذا خالد !! لقد أمسكنا به وقد كان مختبئآ خارج البلد ، وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة!
أحسست بثأر يجتاح جسدي ومشاعري ..
خرجت وتنفست الهواء العليل والجو الهادئ ، والشمس الدافئة !
ذهبت مسرعآ إلى قسم سجن النساء لأزور أمي البريئة !...



(الحلقة الرابعة عشر)

اتجهت الى السجن ، دخلت على المسؤول وسألته :أم عبدالله موجودة ؟ هل هي بخير؟
تفضل أدخل الى السجن وأبحث عن أمك ؟
مضيت وخطواتي تسبق الأخرى وبشراهة أمشي ، حتى وصلت السجن ، ناديت من خلف القضبان أمي .. أمي ... أمي سامحيني ؟
التفت كل من في السجن ومن بينها أمي !
لم تعرفني أمي ؛ لأن وجهي قد تغير بسبب المدة التي قضيتها ، لكن أنا لم أنسى أمي .. نظرت إلي ثم التفتت عني .. ناديتها أمي ؟ أنا عبدالله سامحيني .. لن أعود للسابق سوف أبدأ صفحة جديدة من عمري ، وسوف أنفذ وصية أبي .
اتجهت نحوي مسرعة وابتسمت ابتسامة لطالما انتظرتها .. إنها تعبر عن الرضى .. حاولت ضمها وحاولت ضمي ولكن القضبان تفصل بيننا ! مدت يدها نحوي من بين القضبان .. أخذتها بقوة و قبلتها بشراهه وبكيت بكاء طويلا وقلت : سامحيني ، لقد عذبتك كثيرا .
قالت :لا ، المهم المستقبل ؟
وما هي أخبار أخواتك ؟
قلت: لم أعلم شي عنهم ، أنا قبل قليل خرجت من السجن وفضلت ان لا ارى الا أنت فقط.
و نحن نتبادل الحديث ، حتى قطع العسكري الزيارة، وودعتها ، وبشرتها أني سوف أعمل جاهدآ لإخراجها ، وزيارتها يوميآ ..
خرجت من السجن . وتوجهت الي دار الأيتام بسرعة هائلة لأستقبل أخوتي وأطلب منهم السماح والمغفرة لتقصيري تجاههم، وأخرجهم إلى بيت مستقل ، يجدون فيه السعادة والإستقرار..
دخلت الي الدار
وسألت عنهم و دلوني عليهم.
دخلت غرفة من الغرف وإذا بهم ينظرونني ثم ألاحوا بوجههم عني .. هل مازالوا غاضبين علي .. استحق ذلك..
نظرت إليهم وقلت : أقبلوا فأنا أخيكم عبدالله بثوبه الجديد ..ولن أفعل ما فعلت .. سامحوني ؟؟
التفتوا إلي بدهشة وقالوا أنت أخينا ؟ كيف خرجت وماذا عن أخبار أمي وأختنا ؟
قلت : كلهم بخير .
أخرجتهم وذهبت انا وإياهم إلى شقة مفروشة..
أخبرتهم عن أختي .. وبكوا بكاء شديدا ..
وأخبرتهم أني سوف أجتهد و ابحث عن وظيفتين صباحآ ومساء كل هذا من أجل الحصول على مال وفير ، لأخرج أمي .. تفاعلا وقالا نحن معك ..
لقد بحثت عن وظيفتين زاهدتين جدآ ولكن لحاجتي الماسة لها .. لم أمتنع.


( الحلقة الخامسة عشر)

مرت الليالي والأيام .. ونحن كل واحد منا يبحث عن مال .
حتى في إجازة الأسبوع نعمل لزيادة الأجرة!!
حتى جمعنا مالا يكفي لإخراج أمي من السجن ..
لذا فقد سددنا الدين !! وذهبنا لإخراج أمي من السجن .. ونحن في الطريق كنا في غاية البهجة والسرور .. دخلت أنا السجن ثم تبعني اخوتي .. نظرت لأمي نظرة فرح وسرور وأنا على اشتياق عظيم لا يوصف لضمها ضمة لاتنتهي أبدا .. أكملت الإجراءت وأختاي يكلما أمي من خلف القضبان !
ولم نخبر أمي أننا قدمنا لنخرجها من السجن ، بل على أننا نزورها فقط ،..
دخل العسكري السجن ونادى اسم أمي ؟
تعجبت ! وسألتنا ماذا يريدون ؟
أخذ العسكري أمي وأجرى جميع مايتعلق بخروجها !
سألت أمي العسكري هل سوف تطلقون سراحي ؟
قال: نعم ،
اندهشت أمي ! كيف وأنا لم أسدد ريالآ واحدا.
أجابها :لقد سدد أبناءك دينك والآن حان الرحيل عن الهم !
كادت أمي أن تطير من الفرح... أحقا ذلك .. كان عبدالله محقا .. .
اتجهت نحوها سريعا وضميتها ضمة لم أضمها من عشرين سنة تقريبا ..
يا له من موقف .. بكيت وبكت..
ذهبنا للشقة المفروشة التي لا نزال نسكنها .. فعلينا من اليوم ان نجمع مالا لنسكن في بيت جديد ، وأسرة جديده.. يملئها السعادة والحب..
سألت أمي حينها عن أختي المتوفية أخبرناها وحزنت حزنآ كثبيرا ..
لقد اجتهدنا لنسكن في بيت راقي وجميل .. حتى جاء الفرج واشترينا بيتآ صغيرآ ..
عدت الى حبيبي وبهجتي في الحياة .. ورجعت أنفذ وصية أبي .. لقد عادت حياتنا فأنا سجلت في حلقة التحفيظ ، ولكن هذه المرة معلما ،وسجلت في الجامعة ،وأختاي أكملا دراستهما ...
تعرفت على أصدقاء جدد .. صالحين مصلحين ..
لقد تقدم اثنان من أصدقائي الصالحين ، وطلبا مني الزواج من أختاي .. وافقت لكن٠لابد من رضى أمي وأختاي .. عرضت لهم الموضوع، فوافقوا ، ثم تم الزاوج ..... عاشوا حياتآ سعيد ة مع أزواجهم ، أما أنا فلقد عشت مع أمي ...
عادت حياتي بسمة تليها بسمة ... وسعادة تتبعها سعادة ...
كيف لا ، وأنا رجعت لحبيبي الذي أنقدني وعاد حياتي بعدما دمرها البؤس والشقاء..
لقد اعتذرت من حبيبي وكتبت عهدآ أن لا أنساه ولا أتخلى عنه مهما تداعت الحياة ..
اتصلت على السجن لأنظر ما حال خالد !
رد علي العسكري : بأن خالد قد مات في السجن وذلك بسبب مرضين هما السرطان والإيدز ... لقد عاقبه الله بما فعل بأختي ........


...أنا متمسكن بكل كلمة يأمرني بها حبيبي ... وسوف اجلس معه جلسات ... ولن أفارقه أبدآ أبدآ .....

---- هل عرفتم من هو حبيبي في الحياة ؟ ليس يستحق ما فعلت به ؟ أليس كذلك ؟----