المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الذي يستحق النصر..؟



bassem_1974
04-27-2008, 12:45 PM
بد أن يعلم الجميع أن شدتنا على بعض المسلمين لا تعني أننا نوالي الكفار (معاذ الله)، ولكن يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين". [مجموع الفتاوى 28/53]
ومن أجل ذلك أقول.. يقول الله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} فكيف يكون النصر الذي نرجو من الله..؟ أليس بإقامة كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟ وانظروا في حال بعض الدعاة المتحمسين الذين يظنون أنهم أذكى من الناس فيقومون بالأعمال التي تجلب لدعوتنا التأخر.
هل هؤلاء نصروا دين الله.. حتى يرجو نصرته؟!
كثير منهم لم يحقق الدعوة إلى الكتاب والسنة على فهم السلف، التي تستحق أن يُنصر صاحبها..
فتجده يتخبط في عقيدته ولا ينكر على متعصبة المذاهب الذين يَرُدُّون سنة النبي صلى الله عليه وسلم من أجل مذاهبهم، ويؤاخي المبتدعة ويواليهم ويحبهم، وفي المقابل يطعن في علماء الإسلام الربانيين الذين ينصرون السنة لأنهم يبينون زيف دعوته.
وبعضهم جعل (التيسير والشذوذ في فتاواه) ديناً يوالي ويعادي عليه، فيفتي بالغناء وجواز التمثيل، بل ويصرح أنه التقى بعض الفنانات التائبات وأقنعهن بضرورة الرجوع إلى التمثيل لكن بتمثيل محتشم!!!!
وبعضهم ابتدع رقصاً إسلامياً، وبعضهم ينافح ويقاتل من أجل قيام الأحزاب لزيادة التفرق والشتات فوق ما هو حاصل الآن.
وإذا قامت دولتهم فأي دين سيقيمون وهم يدعون إلى التقريب بين الأديان ويجاهدون من أجل ذلك؟!.
والعجيب أن هؤلاء يرفعون شعارات الجهاد، فمن يجاهدون وهم يرون أن كل الديانات على حق؟!
فهل أمثال هؤلاء يستحقون النصر؟!
يقول الله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}.
فتأمل: وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، ولم يقل يمكنهم، وهذا دليل على أن تمكينهم مقرون باتباعهم الدين الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فهل اتبع الدعاة الذين أسلفت ذكرهم ما ارتضاه الله من الدين القويم؟!
وهذا التمكين مشروط بأن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً، كما في آخر الآية، فهل حقق هؤلاء الدعاة توحيد الله تعالى في أنفسهم وأتباعهم حتى ينصرهم الله ويوفقهم للحق ويثبتهم عليه..؟!! فلنراجع أنفسنا..
يقول الامام ابن القيم رحمه الله:
"وتحت قوله {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}، كنـز عظيم من وفق لمظنته وأحسن استخراجه واقتناءه وأنفق منه فقد غنم، ومن حُرِمه فقد حرم، وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين، فإن لم يثبته وإلا زالت سماءُ إيمانه وأرضُه عن مكانهما، وقد قال تعالى لأكرم خلقه عليه عبده ورسوله: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}، وقال تعالى لرسوله: {وكلاًّ نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك}، فالخلق كلهم قسمان: موفق بالتثبيت، ومخذول بترك التثبيت، ومادة التثبيت أصله ومنشأه من القول الثابت وفعل ما أُمر به العبد، فبهما يثبت الله عبده، فكلُّ من كان أثبتَ قولاً وأحسنَ فعلاً، كان أعظمَ تثبيتا، قال الله تعالى: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا}، فأثبت الناس قلباً أثبتهم قولا، والقول الثابت هو القول الحق والصدق، وهو ضد القول الباطل الكذب، وأثبت القول كلمةُ التوحيد ولوازمُها، فهي أعظم ما يثبت الله بها عبده في الدنيا والآخرة، ولهذا ترى الصادقَ من أثبتِ الناس وأشجعِهم قلباً، والكاذبَ من أمهن الناس وأخبثِهم وأكثرِهم تلوّثاً وأقلِهم ثباتاً، وأهلُ الفراسة يعرفون صدقَ الصادق من ثبات قلبه وقتَ الإخبار وشجاعتِه ومهابته، ويعرفون كذبَ الكاذب بضدِّ ذلك، ولا يخفى ذلك إلا على ضعيفِ البصيرة.
وسئل بعضهم عن كلامٍ سمعه من متكلمٍ به، فقال: واللهِ ما فهمت منه شيئاً إلا أني رأيتُ لكلامه صولةً ليست بصولةِ مبطل، فما مُنح العبدُ منحةً أفضلَ من منحةِ القولِ الثابت، ويجد أهلَ القول الثابت ثمرتَه أحوجَ ما يكونون إليه في قبورهم ويوم معادهم، كما في حديث البراء بن عازب أن هذه الآية نزلت في عذاب القبر". [إعلام الموقعين 1/136]