المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليتكم تعقلون.. ولا تستعجلون



bassem_1974
04-27-2008, 12:43 PM
أيها الدعاة.. إن كنتم تريدون وجه الله ودعوة الخلق إلى الحق فأخرجوا الدنيا من قلوبكم.
لماذا بدأ البعض ينافس على الزعامات والرئاسة ولو كان المقابل أن يشتت الأمة ويجعلها (فرقا وأحزابا)؟
لا أدري لماذا تذكرت تلك الطرفة العجيبة والتي تقول: "إن ذبابة وقعت على شجرة فلما أرادت أن تطير قالت: اثبتي" …
ألا ترون.. أن بعض الدعاة بدأ يتصرف وكأنه قائد دولة؟! يأمر وينهى ويخاطب الرؤساء ويراسلهم.
أما نظر إلى حقيقة نفسه قبل أن يقدم على هذا الفعل؟..
نخشى من عاقبة هذا الغرور والتصرفات غير المنضبطة التي ستجلب للدعوة الفشل..
لماذا ننطلق عالياً وما أرسينا قواعدنا؟؟
شبابُنا يعانون من التوهان... تكفير.. ضعف.. انهزامية..، ونريد أن نستكثر بهم..!!
ما أجمل الرجوع إلى الدعوة على منهاج النبوة لاسيما في وقت اتخذ الناس فيه رؤوسا جهّالاً، سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
إن تعليم الناس هو الأصل وهو النجاة وهو الرصيد الباقي عند الله تعالى..
فمتى نخلص في دعوتنا بعيدا عن البهرجة والزخرفة الكاذبة؟..
قال بعض السلف: "ما أخلص لله عبدٌ أحب الشهرة"، وقال غيرُه: "ما أحبَّ عبد الرياسة إلا بغى وظلم وأحب ألا يذكر أحدٌ بخير".
واعلموا أن العبد كلما خلصت نيتُه لله تعالى وكان قصده وهمه وعلمه لوجهه سبحانه، كلما كان اللهُ معه؛ فإنه سبحانه {مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ورأسُ التقوى والإحسانُ خلوص النية لله في إقامةِ الحق، والله سبحانه لا غالب له فمن كان معه فمن ذا الذي يغلبه أو ينالُه بسوء، وإن كان الله مع العبد فمن يخاف؟.. وإن لم يكن معه فمن يرجو؟ وبمن يثق؟ ومن ينصره من بعده؟.
فإذا قام العبد بالحق على غيره وعلى نفسه أولاً، وكان قيامُه بالله ولله لم يضره شيء، ولو كادته السماوات والأرضُ والجبال لكفاه الله مؤنتَها وجعل له فرجا ومخرجاً، وإنما يؤتى العبد من تفريطه وتقصيره.
ومن كان قيامه في باطل لم ينصر، وإن نُصر نصراً عارضا فلا عاقبة له، وهو مذموم مخذول.
وإن قام في حق لكن لم يقم فيه لله وإنما قام لطلب المحمدة والجزاء من الخلق، أو التوصل إلى غرض دنيوي جعله هو المقصود الأول لعمله، وإنما جعل القيام في الحق وسيلةً إليه، فهذا لم تُضمن له النصرة فإن الله إنما ضمن النصرة لمن جاهد في سبيله وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا لا لمن كان قيامُه لنفسه ولهواه، فإنه ليس من المتقين ولا من المحسنين، وإن نُصر فبحسب ما معه من الحق فإن الله لا ينصر إلا الحق، قال صلى الله عليه وسلم: "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله الناس، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس". [إعلام الموقعين 2/122]
أيها الشباب.. إن الداعية الناصح هو الذي يحب الخير للناس جميعاً فيجتهد في إصلاح أحوالهم وتآلفهم، ويعمل كلَّ ما فيه مصلحتُهم في الدين والدنيا..
اجتهدوا في إصلاح أحوال بلادكم بكل تعقل وحكمة وسداد رأي فإن هذا من شكر النعمة..
مالِ بعض الشباب يتصرف وكأنه مل الأمن وسئم الرفاهية، فبدأ يعمل بطيش يريد أن يغير هذا الواقع الجميل إلى واقع بئيس.
فأين يذهب هذا وأمثاله من سطوة الله وأليم عقابه؟..
إن منتهى الخزي أن ترى بلادك يعمل ضدها الكافر والمنافق وداعية الفجور فتقوم معينا لهم ومناصراً دون أن تشعر، بدلا من أن تقف مناصراً لبلدك التي تعبد الله فيها بمنتهى الراحة ودون إرهاب، وتوفر لك سبل المعيشة..
أأجعلها تحت الرحى ثم ابتغي خلاصا لها إني إذن لرقيع
إن بلاداً تحكم بالزندقة والرفض والإلحاد والكفر تجد أبناءها يخافون عليها ويحبونها ويفدونها بالغالي والنفيس، فمالِ بعض شبابنا تخاذلوا عن نصرة بلادهم والمحافظة على أمنها وهي تدين بالإسلام وترفع لواءه، وفيها تقام شعائر الإسلام..
والله إنّا في نعمة.. بل أعظم النعم..
أخشى أن بعض الناس سئم الألفةَ والمودة واحترامَ الدين وعلوَّ مكانتَه في القلوب فاشتاق لبلدٍ يكثُر فيه البطش والإهانة والتعذيب كما يُفعل في بعض الدول الغاشمة الظالمة..
أين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه" قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: "يتحمل من البلاء ما لا يطيق"؟.
متى يعرف الشباب في بلاد الخير أن بين صفوفِهم أُناساً يحسدونهم على عقيدتهم الصافية ويريدونها خرافةً وضلالات، ويحسدونهم على أمنهم، ويريدونها أن تكون كغيرها من البلاد يكثر فيها الكفرُ والخوف والرعب وقطع السبيل..
فيا أيها الشباب إن هؤلاء أفسدوا بلادهم ووضعوا الشباب في حلوق الحكام وجاؤوا ليعيدوا الكرة معكم.. فاحذروا..
لماذا كلما جاءكم ناصح أسميتموه منافقا؟!
ألا تستيقظون.. ليتكم تستيقظون؟!
نسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة سيد المرسلين، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل..
اللهم أبرم لهذه الأمةِ أمر رشد يُعز فيه أهلُ طاعتك ويذلُ فيه أهل معصيتك يؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر.. اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وتوفنا وأنت راض عنا.