المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهلاً ...أيها الدعاة



bassem_1974
04-27-2008, 12:32 PM
لقد استغل النبي صلى الله عليه وسلم كل لحظة في الحج في دعوة الناس وتربيتهم وتوعيتهم ونصحهم، سواء ذلك قبل ظهور الدين أو بعده، قال الداعية فيصل البعداني حفظه الله ( كان يعرض دعوته صلى الله عليه وسلم على الناس في مواسم الحج في مكة، كما أرسل العديد من أصحابه رضي الله عنهم لذلك . وفي حجة الوداع نصح الأمة غاية النصح وبلغ البلاغ المبين .. ثم استمر دعاة الإسلام الصادقون على مر العصور في استغلال هذا الموسم دعوياً لإنارة البصائر والتحذير من الشرك والمنكرات) أ. هـ بتصرف يسير من كتاب الدعوة إلى الله في الحج. وما كان هذا الحرص منه صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه ومن الدعاة إلى الله إلا للأجر العظيم المترتب على الدعوة إلى الله سبحانه، حيث قال صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ) رواه مسلم. فكيف إذا كانت الدعوة هذه في أفضل أيام العام والمواطن على الإطلاق !!؟ قال صلى الله عليه وسلم ( مالعمل في أيام أفضل من هذه العشر ) قالوا : ولا الجهاد ؟ قال ( ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء ) رواه البخاري.
وكيف لا ومِن أيامِها أفضل يوم في العام على الإطلاق قال صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة ) رواه مسلم. أخي الحاج الداعية يا من تجهزت للحج هنيئاً لك الأجر العظيم والنفحات الإيمانية التي ستمر بها وتمر بك . وإنني أوصيك ألا تضيع هذه الأيام القلائل دون استغلالها فيما يرضي ربك من الأعمال الصالحة المتعدية النفع للغير . وهي كثيرة .فاحرص فإن السابقين السابقين الذين سبقوا إلى مغفرة الله ورضوانه، قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله ( ليس السابق من سبق بعيره و فرسه ولكن السابق من غُفر له ) .
ومن هذه الأعمال التربوية والدعوية:
1ـ إلقاء الكلمات في مواقع تجمع الحجاج كالمخيمات والمساجد.
2ـ استغلال أماكن تجمع وإقامة الحجاج في الساحات العامة وتحت المظلات ورفع الأذان بينهم وقت الصلوات بمكبرات صوت متنقلة ثم الصلاة بهم . وقد جُرِّبت هذه الطريقة فنفعت خلقاً كثيراً بفضل الله.
3ـ يمكن استغلال تهيؤ الناس بعد الصلاة وإلقاء كلمة عليهم.
4ـ تطبيق المناسك بالشكل الصحيح الوارد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي هذا منافع عدة منها
• تعريف الشباب المصاحبين لكم بالسنن الحج المندثرة.
• تعويدهم على تطبيق هذه السنن.
• إظهارها أمام الناس لتشيع السنة وتزيغ البدعة.
5ـ بعض الحجاج يَقْدُمون من بلاد تفشو فيها بعض البدع والشركيات،كالحلف بغير الله والاستغاثة بالأولياء عند الزحام الشديد والاختناق، وكالتمسح بالمقام والأبواب والحِجْر.. وهنا يظهر واجب الدعاة في تبيين سنة النبي صلى الله عليه وسلم للناس وتحذيرهم من الابتداع في الدين .
6ـ لا يبالي بعض الحجاج بوقوعهم بشيء من المنكرات الظاهرة كشرب الدخان أوما يسمى (بالنارجيلة أو الشيشة) وسماع الأغاني وتساهل بعض النساء في إظهار شيئاً من زينتهن أمام الرجال الأجانب وعدم الحرص على غطاء ما ينكشف منهن في مواقع الزحام. ودورنا نحن الدعاة واضح هنا فقد قال صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فاليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه..) الحديث فينبغي على كل مسلم ومسلمة رأوا المنكر أن يناصحوا مُواقعيه بالتي هي أحسن وتوجيههم ونصحهم بطريقة محببة.
7ـ حبذا أن يأخذ الشخص معه شيئاً من الكتيبات والمطويات من مكاتب دعوة الجاليات باللغات المشهورة ويوزعها على الحجاج فينال بذلك أجر الدلالة على الخير.
8ـ ( الدعاة قادة المواقف يقدمون الخير للناس أينما حلُّوا، كالمطر أينما حل نفع )
وحيث أصبح الشباب الصالحون يتحتم عليهم الحج عن طريق الحملات فإن الواجب عليهم استغلال هذا الوضع لصالح الدعوة إلى الله بأن يهيئوا برامج ثقافية وعلمية لإخوانهم الحجاج في الحافلات حيث الطريق الطويل إلى مكة المكرمة، وبين المشاعر المقدسة. وكذلك برامج أخرى في المخيم نفسه، بالتنسيق مع القائمين على الحملات وفي ذلك خير كثير جداً ينبغي أن لا يُحرم الحجاج منه. خلافاً لما يفعله بعض الشباب هداهم الله من التقوقع حول أنفسهم وحجر خيرهم على مجموعاتهم الشبابية فقط.
ختاماً أيها الداعية الفاضل؛ نحسب أنك تركت عشيرتك وأموالك رغبة فيما عند الله فلا تضيع هذه الفرصة الثمينة في القال والقيل، وتفرغ لما خرجت لأجله، فقد لاتخرج له مرة أخرى بعد هذا العام، وأكثر من دعاء الله بالتوفيق بقلب حاضر ، فقد اجتمع لك المكان والزمان الفاضلين، وأنت مع هذا حاج ومسافر، وهذه كلها فضائل وأسباب لإجابة الدعاء.
وفقنا الله وإياك لخيري الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته