bassem_1974
04-27-2008, 01:10 AM
الدعوة النسائية.. درجة ثانية!
السيد شحتة
دور مؤثر في الدعوة إلى الله عز وجل، ذلك الذي تقوم العديد من الداعيات المسلمات المنتشرات في الوقت الراهن في طول العالم العربي وعرضه، ولكن يبقى اللافت للنظر أن حضورهن وقدرتهن على التأثير وتوصيل رسالتهن إلى الناس تظل في أحيان كثيرة أقل من قدرة اقرانهن من الرجال وهوما يثير تساؤلات واسعة حول واقع الدعوة النسائية ومستقبلها.
الحاجة ماسة في الوقت الراهن لجيل متكامل من الداعيات المسلمات اللاتي يستخدمن لغة العصر في الوصول إلى الملايين من أقرانهن في كافة المراحل العمرية والمستويات الوظيفية والاجتماعية، وهو ما يمكن إذا تحقق أن يضاعف بصورة كبيرة من رصيد الصحوة الإسلامية، في ظل حقيقة أن المرأة تبقى في كل الأحوال هي الأكثر قدرة على التواصل مع بنت جنسها والتأثير فيها.
الدعوة النسائية ـ طبقا لعلماء الاجتماع والتربية ـ هي الأكثر قدرة على إصلاح المجتمع وإعادة بنائه من جديد؛ فالمرأة هي الأساس اللأول الذي تقوم عليه حركة الأسرة وتطورها، حيث تزرع في أبنائها منذ سنوات عمرهم الأولى المفاهيم والأفكار التي تدير حياتهم فيما بعد، وهو ما يعنى أن الطريق لتكوين جيل مسلم يفهم إسلامه جيدا لا يمكن أن يتم سوى عبر أم مسلمة، تسهر على بناء ورعاية هذا الجيل.
كثيرون هم الذين ظلمو وما زالو يظلمون المرأة حتى الآن، من خلال إصرارهم على التعامل معها على أنها كيان تابع حتى في الدعوة إلى الله عز وجل، حيث يبدو اهتمام المؤسسات الرسمية الإسلامية الآن بإعداد وتكوين الداعيات أقل كثيرا مما يجب، ولا يتم سوى في أماكن محدودة وبإمكانيات ضئيلة للغاية، على طريقة التمثيل المشرف التي ترفع شعارا للعديد من الأمور في عالمنا العربي!
السبب الرئيسي
العجيب أن الحركات الإسلامية الوسطية مازالت هي الأخرى تتعامل مع الدعوة النسائية من منطق الترف، حيث تقوم بإعداد أعداد رمزية من الداعيات النساء، واللاتي يظل خطابهن في أحيان كثيرة نخبويا وموجها لمن هن داخل الإطار التنظيمي، في حين لا تجد ملايين الأخريات من يعلمهن فرائض الوضوء.
وعلاوة على هذا كله، فإن هناك الكثير من الصعوبات والعراقيل والأشواك، تلك التي تفترش دائما طريق الداعية إلى الله عز وجل، وإذا كان هذا الأمر بالنسبة للرجل، فإن المشقة فيما يتصل بالمرأة التي تحمل على كاهلها مهمة الدعوة إلى الله عز وجل تكون مضاعفة، في ظل مجتمعات ما زالت تجهل الكثير من حقائق دينها الحنيف.
الانشغال بأمور الحياة ومتاعبها التي لا تتوقف عند حد معين، هو السبب الرئيسي في محدودية عدد الداعيات من النساء مقارنة بالرجال، فالمرأة عادة تجد نفسها غارقة بصورة كاملة في شؤون المنزل المختلفة والوفاء باحتياجات الأبناء ومطالب الزوج، وذلك في ظل عدم إدراك الكثير من الأزواج لضروروة أن يقوموا ـ اقتداء بنيهم الكريم ـ بمساعدة أزواجهن، وأن يكونوا في مهنة أهلهن، وهو ما سيؤدي إذا ما تحقق إلى إعطاء المرأة مساحة من الوقت التي يمكن أن تحمل خلالها راية الدعوة إلى الله عز وجل.
"قليل من المعلومات كثير من الحركة" هو الشعار الذي يجب على كافة النساء الآن رفعه للخروج من المأزق الراهن، والذي أدى لانسلاخ الكثير من الفتيات عن قيمهن الإسلامية، وهو الأمر الذي يدفع المجتمع الآن ثمنه فادحا، في صورة انحلال وفساد أخلاقي بالغ مرحلة مسبوقة من التدمير، ويهدد باقتلاع وجودنا في طريقه.
فعلى كل مسلمة تغار على دينها أن تقوم بالدعوة إلى الله، حتى ولو بقليل من المعلومات، كما ينبغي أن تدرك أنه لا يشترط في الداعية أن تكون كاملة وعلى قدر كبير جداً من المعلومات، فكل إنسان لديه العديد من القدرات والمعلومات التي يمكن أن يستفيد منها الآخرين، فكل سيدة تدعو من حولها بما تعرفه أو بما عرفته، وعملت به أو بما تعرفه ولم تعمل به، حتى تشجع نفسها والأخريات معها.
عدم وجود خلفية إسلامية كاملة هو السبب الذى تتوقف بسببه الكثير من النساء عن الدعوة إلى الله عز وجل، وهو ما لا يمكن قبوله في ظل ثورة المعلومات التي تميز العالم في الوقت الراهن، والتي يمكن للمرأة في ظلها أن تقوم بتثقيف نفسها، مستفيدة في الوقت نفسه من خبرات علماء الدين والداعيات الأخريات، وحضور الندوات والمحاضرات، وذلك حتى تسطيع أن تقوم بدورها الدعوي على أكمل وجه.
المؤسف أن الكثير من الداعيات المسلمات يؤكدن أن بنات جنسهن هن السبب الرئيسي في عدم نجاحهن بصورة كاملة، حيث يتشككون في الحصول على المعلومة وتلقي النصيحة من النساء، وهو الأمر الذي يجب على الداعيات أنفسهن أن يسعين إلى القضاء عليه وتغييره من خلال عملهن المتواصل في أوساط النساء، وهو ما سيؤدي لثقتهن في قدرة المرأة على العمل كداعية.
وهناك أيضا فساد البيئة التي تعمل فيها المرأة مثلاً، سواء كانت هذه البيئة: مدرسة، أو مؤسسة، أو مستشفي، أو معهدًا.. أو غير ذلك، فإن البيئة إذا كانت بيئة فاسدة فإنها تؤثر في نفسية المرأة، وتضغط عليها ضغطاً شديدًا.
كبار السن
يجب أن تراعي المرأة التي تقوم بمهمة الدعوة إلى الله كبار السن وصعوبة التأثير عليهن، فكثيرًا ما تشتكي الفتيات من المرأة الكبيرة السن، قد تكون أمها، أو أم زوجها، أو خالتها، أو قريبتها، وأن هؤلاء النسوة لا يقبلن التوجيه، وإذا قيل لإحداهن شيء؛ قالت: أنتم تحرمون كل شيء! أنتم دينكم جديد! وهي يجب أن تدرك أن لهؤلاء ظروف تكوينهن المختلفة والخاصة بهن، والتي يجب أن يتعاملن معها جيدا دون أن يعيقهن هذا عن الدعوة إلى الله عز وجل.
وأهم شيء لكي تصل الداعية إلى قلوب الآخرين أن تتحلى بصفات المؤمنين، وأن تكون قبل كل شيء قدوة في تصرفاتها قبل أقوالها، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن تصل إلى قلوبهن، ومن أهم هذه الصفات هي الإخلاص وابتغاء الأجر والثواب من الله عز وجل، وحسن الخلق، والصبر؛ فالداعية الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا بد أن يواجه عقبات؛ لأنه سينازل الباطل ويحاده، والعقبات سنة من سنن الدعوات.. كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾ (العنكبوت:2).
ما يجب أن تدركينه أختي المسلمة جيدا، هو أن الدعوة إلى الله عز وجل هي فريضة إسلامية على كل مسلمة كما هي على كل مسلم، وذلك بإجماع علماء الأمة، وبالتالي فإنه ليس هناك مجال للاختيار، وليس عليكي سوى الامتثال لحكم الله عز وجل الذي يدعوكي لنصرة دينك، وتذكري جيدا أختي الكريمة أنك مسؤولة عن كل أخت مسلمة مازالت بعيدة عن طريق الله، فمتى تتحركين وتقومين بمد يديك إليها حتى تكونا معا في صحبة النبى صلى الله عليه وسلم في الجنة؟!
السيد شحتة
دور مؤثر في الدعوة إلى الله عز وجل، ذلك الذي تقوم العديد من الداعيات المسلمات المنتشرات في الوقت الراهن في طول العالم العربي وعرضه، ولكن يبقى اللافت للنظر أن حضورهن وقدرتهن على التأثير وتوصيل رسالتهن إلى الناس تظل في أحيان كثيرة أقل من قدرة اقرانهن من الرجال وهوما يثير تساؤلات واسعة حول واقع الدعوة النسائية ومستقبلها.
الحاجة ماسة في الوقت الراهن لجيل متكامل من الداعيات المسلمات اللاتي يستخدمن لغة العصر في الوصول إلى الملايين من أقرانهن في كافة المراحل العمرية والمستويات الوظيفية والاجتماعية، وهو ما يمكن إذا تحقق أن يضاعف بصورة كبيرة من رصيد الصحوة الإسلامية، في ظل حقيقة أن المرأة تبقى في كل الأحوال هي الأكثر قدرة على التواصل مع بنت جنسها والتأثير فيها.
الدعوة النسائية ـ طبقا لعلماء الاجتماع والتربية ـ هي الأكثر قدرة على إصلاح المجتمع وإعادة بنائه من جديد؛ فالمرأة هي الأساس اللأول الذي تقوم عليه حركة الأسرة وتطورها، حيث تزرع في أبنائها منذ سنوات عمرهم الأولى المفاهيم والأفكار التي تدير حياتهم فيما بعد، وهو ما يعنى أن الطريق لتكوين جيل مسلم يفهم إسلامه جيدا لا يمكن أن يتم سوى عبر أم مسلمة، تسهر على بناء ورعاية هذا الجيل.
كثيرون هم الذين ظلمو وما زالو يظلمون المرأة حتى الآن، من خلال إصرارهم على التعامل معها على أنها كيان تابع حتى في الدعوة إلى الله عز وجل، حيث يبدو اهتمام المؤسسات الرسمية الإسلامية الآن بإعداد وتكوين الداعيات أقل كثيرا مما يجب، ولا يتم سوى في أماكن محدودة وبإمكانيات ضئيلة للغاية، على طريقة التمثيل المشرف التي ترفع شعارا للعديد من الأمور في عالمنا العربي!
السبب الرئيسي
العجيب أن الحركات الإسلامية الوسطية مازالت هي الأخرى تتعامل مع الدعوة النسائية من منطق الترف، حيث تقوم بإعداد أعداد رمزية من الداعيات النساء، واللاتي يظل خطابهن في أحيان كثيرة نخبويا وموجها لمن هن داخل الإطار التنظيمي، في حين لا تجد ملايين الأخريات من يعلمهن فرائض الوضوء.
وعلاوة على هذا كله، فإن هناك الكثير من الصعوبات والعراقيل والأشواك، تلك التي تفترش دائما طريق الداعية إلى الله عز وجل، وإذا كان هذا الأمر بالنسبة للرجل، فإن المشقة فيما يتصل بالمرأة التي تحمل على كاهلها مهمة الدعوة إلى الله عز وجل تكون مضاعفة، في ظل مجتمعات ما زالت تجهل الكثير من حقائق دينها الحنيف.
الانشغال بأمور الحياة ومتاعبها التي لا تتوقف عند حد معين، هو السبب الرئيسي في محدودية عدد الداعيات من النساء مقارنة بالرجال، فالمرأة عادة تجد نفسها غارقة بصورة كاملة في شؤون المنزل المختلفة والوفاء باحتياجات الأبناء ومطالب الزوج، وذلك في ظل عدم إدراك الكثير من الأزواج لضروروة أن يقوموا ـ اقتداء بنيهم الكريم ـ بمساعدة أزواجهن، وأن يكونوا في مهنة أهلهن، وهو ما سيؤدي إذا ما تحقق إلى إعطاء المرأة مساحة من الوقت التي يمكن أن تحمل خلالها راية الدعوة إلى الله عز وجل.
"قليل من المعلومات كثير من الحركة" هو الشعار الذي يجب على كافة النساء الآن رفعه للخروج من المأزق الراهن، والذي أدى لانسلاخ الكثير من الفتيات عن قيمهن الإسلامية، وهو الأمر الذي يدفع المجتمع الآن ثمنه فادحا، في صورة انحلال وفساد أخلاقي بالغ مرحلة مسبوقة من التدمير، ويهدد باقتلاع وجودنا في طريقه.
فعلى كل مسلمة تغار على دينها أن تقوم بالدعوة إلى الله، حتى ولو بقليل من المعلومات، كما ينبغي أن تدرك أنه لا يشترط في الداعية أن تكون كاملة وعلى قدر كبير جداً من المعلومات، فكل إنسان لديه العديد من القدرات والمعلومات التي يمكن أن يستفيد منها الآخرين، فكل سيدة تدعو من حولها بما تعرفه أو بما عرفته، وعملت به أو بما تعرفه ولم تعمل به، حتى تشجع نفسها والأخريات معها.
عدم وجود خلفية إسلامية كاملة هو السبب الذى تتوقف بسببه الكثير من النساء عن الدعوة إلى الله عز وجل، وهو ما لا يمكن قبوله في ظل ثورة المعلومات التي تميز العالم في الوقت الراهن، والتي يمكن للمرأة في ظلها أن تقوم بتثقيف نفسها، مستفيدة في الوقت نفسه من خبرات علماء الدين والداعيات الأخريات، وحضور الندوات والمحاضرات، وذلك حتى تسطيع أن تقوم بدورها الدعوي على أكمل وجه.
المؤسف أن الكثير من الداعيات المسلمات يؤكدن أن بنات جنسهن هن السبب الرئيسي في عدم نجاحهن بصورة كاملة، حيث يتشككون في الحصول على المعلومة وتلقي النصيحة من النساء، وهو الأمر الذي يجب على الداعيات أنفسهن أن يسعين إلى القضاء عليه وتغييره من خلال عملهن المتواصل في أوساط النساء، وهو ما سيؤدي لثقتهن في قدرة المرأة على العمل كداعية.
وهناك أيضا فساد البيئة التي تعمل فيها المرأة مثلاً، سواء كانت هذه البيئة: مدرسة، أو مؤسسة، أو مستشفي، أو معهدًا.. أو غير ذلك، فإن البيئة إذا كانت بيئة فاسدة فإنها تؤثر في نفسية المرأة، وتضغط عليها ضغطاً شديدًا.
كبار السن
يجب أن تراعي المرأة التي تقوم بمهمة الدعوة إلى الله كبار السن وصعوبة التأثير عليهن، فكثيرًا ما تشتكي الفتيات من المرأة الكبيرة السن، قد تكون أمها، أو أم زوجها، أو خالتها، أو قريبتها، وأن هؤلاء النسوة لا يقبلن التوجيه، وإذا قيل لإحداهن شيء؛ قالت: أنتم تحرمون كل شيء! أنتم دينكم جديد! وهي يجب أن تدرك أن لهؤلاء ظروف تكوينهن المختلفة والخاصة بهن، والتي يجب أن يتعاملن معها جيدا دون أن يعيقهن هذا عن الدعوة إلى الله عز وجل.
وأهم شيء لكي تصل الداعية إلى قلوب الآخرين أن تتحلى بصفات المؤمنين، وأن تكون قبل كل شيء قدوة في تصرفاتها قبل أقوالها، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن تصل إلى قلوبهن، ومن أهم هذه الصفات هي الإخلاص وابتغاء الأجر والثواب من الله عز وجل، وحسن الخلق، والصبر؛ فالداعية الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا بد أن يواجه عقبات؛ لأنه سينازل الباطل ويحاده، والعقبات سنة من سنن الدعوات.. كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾ (العنكبوت:2).
ما يجب أن تدركينه أختي المسلمة جيدا، هو أن الدعوة إلى الله عز وجل هي فريضة إسلامية على كل مسلمة كما هي على كل مسلم، وذلك بإجماع علماء الأمة، وبالتالي فإنه ليس هناك مجال للاختيار، وليس عليكي سوى الامتثال لحكم الله عز وجل الذي يدعوكي لنصرة دينك، وتذكري جيدا أختي الكريمة أنك مسؤولة عن كل أخت مسلمة مازالت بعيدة عن طريق الله، فمتى تتحركين وتقومين بمد يديك إليها حتى تكونا معا في صحبة النبى صلى الله عليه وسلم في الجنة؟!