elbish
03-22-2008, 10:29 AM
في المصلحة الحكومية العتيدة كان الأستاذ صبحي على مكتبه عندما دخل عليه أحد المواطنين وفي يده ملف من الأوراق.
المواطن : حضرتك أستاذ صبحي مش كده ؟
صبحي : أيوه أنا هو ، عايز ايه ؟
المواطن : يا أفندم أنا جايب لجنابك الورق ده بتاع الشركة اللي أنا شغال فيها علشان تخلص لي الإجراءات ، المدير بتاعنا مستعجل عليهم قوي.
صبحي يمسك ملف الأوراق بعدم اهتمام ويقول : ومستعجل ليه ، العجلة من الشيطان. والله مع الصابرين.
المواطن : أكيد سعادتك ، بس الورق ده لو مااتعملش مش حانقدر نجيب شحنة اللحمة من الميناء ، ولو اتأخرت أكتر من كده على المركب حاتبوظ وتعفن ، هي أصلا صلاحيتها قربت تنتهي.
صبحي : طيب وأنت دفعت المصاريف المطلوبة ؟
المواطن : أيوه يا أفندم ، دفعتهم في الخزنة وده الإيصال.
صبحي لا ينظر للإيصال ويقول : بس انت لسه ما دفعتش لمدام رشا !
المواطن : مدام رشا مين يا أفندم ؟
صبحي : يا فتاح يا عليم .. أنت أول مرة تيجي هنا ؟
المواطن : معلش ، أصلي لسه جديد ومش عارف الإجراءات .. ممكن حضرتك تقولي مدام رشا مكتبها فين وأنا أروح أدفع لها على طول.
صبحي يمد يده ويقول : يا بني آدم مدام رشا مش بتاخد الفلوس بنفسها. هاتها وأنا أوصلها لها.
المواطن : طيب والفلوس دي ضمن المصاريف يعني ؟ أصل هما قالوا لي المصاريف كلها عشرة جنية وثلاثة قروش وطابع دمغة باربعين قرش ، وأنا دفعت كل ده خلاص.
صبحي : خلاص ، سيبك من مدام رشا. أنا عايز الشاااااااااي .
المواطن : طيب ما تنادي على الساعي يجيبه لك يا أفندم ؟
صبحي : أنت عبيط يا استاذ والا بتستعبط ؟
المواطن : طيب ليه الغلط ده ؟ هو يعني علشان أنا أول مرة أجي المصلحة تقوم تهزأني كده ؟
صبحي : أنت شكلك أول مرة تيجي الحياة أصلا ، بص يا أستاذ ورقك ده شكله ناقص ، خده راجعه تاني وابقى تعالى بكره أو ما تجيش خالص أحسن !
المواطن : ليه بس ؟ دا أنا مراجعه كله والموظف اللي هناك قالي انه كامل ومش ناقصه غير الختم اللي عند حضرتك.
صبحي : كده ، هي حاجة نفسية .. حاسس أن فيه حاجة مش صح في ورقك. ومقدرش أختم على ورق مش مظبوط ، دي مسئولية. ياللا شيل الملف ده خلينا نشوف شغلنا.
المواطن : يا افندم كل سنة وأنت طيب ، دا احنا في أيام مفترجة.
صبحي : ايوه ، كويس أنك جبت المفيد ، كل سنة وأنت طيب ، هز جيبك بقى وطلع لنا قرشين نجيب بيهم حاجة للعيال .
المواطن : اه ، يعني حضرتك عايز رشوة ! طيب ما تقول من الصبح يا أخي . وعمال تقول مدام رشا وعايز أشرب شاي. وكل ده وأنا مش فاهم ، أما أنا مغفل فعلا.
صبحي يبتسم : شفت بقى . ياللا حصل خير. المهم أنك معايا على الخط دلوقت.
المواطن : معلش يا صبحي بيه ، أصل أنا جديد زي ما قلت لك. سعادتك تأمر بكام ؟
صبحي : مش حاتفرق كتير ، حاخد منك خمسين بس علشان أنت راجل طيب.
المواطن يخرج خمسين قرش من جيبه ويقدمها لصبحي ، فيصيح فيه صبحي : خمسين جنيه يا بني آدم.
المواطن : بس ده مش كتير شوية ؟
صبحي : صدقني دول مش ليا ، أنا يادوب باوصلهم لمدام رشا. وعموما لو مش معاك دلوقت (يرمي الملف على الأرض) ابقى تعالى في يوم تاني.
المواطن : لا ، خلاص اهم الخمسين جنيه.
صبحي يضع النقود في الدرج ويلتقط الظرف من الأرض : أيوه كده ، دا أنت متعب . ماشتفتش في حياتي حد كده يا أخي. ماكان من الأول.
المواطن : المرة الجاية حادفع فلوس مدام رشا من غير ما تفكرني يا صبحي بيه. بس أستأذنك في طلب صغير ؟
صبحي : أنا تحت أمرك.
المواطن : كنت عايز بس فاتورة بالخمسين جنيه علشان أديها للحسابات عندنا في الشركة ضمن مصاريف الورق.
صبحي : أنت مجنون ؟ عايزني أديك فاتورة بالرشوة ؟ أنا من ساعة ما شفتك وأنا بقول أنك عبيط . اتفضل خد ورقك وفلوسك ومع السلامة.
المواطن : ما هو انا مش حاعرف أقول لهم في الشركة الخمسين جنيه دي تحت بند ايه.
صبحي : قول لهم بدل انتقال ، مصاريف نثرية ، وقعوا مني في الأتوبيس. أي حجة ، هو أنا حاعلمك شغلك كمان ؟
المواطن : ما أنا لسه امبارح واقع مني في المايكروباص 100 جنيه . مش معقول النهاردة كمان أقولهم أني ضيعت خمسين ، حايقولوا عليا مهمل.
صبحي : لا ، العفو ، أنت ناصح قوي. خد يا ابني ورقك واتفضل بره علشان أنا ورايا شغل ومش فاضي للهبل ده.
المواطن يحمر وجهه ويخرج محفظته من جيبه ويقول : على فكرة أنا مش مواطن عادي ، أنا العميد شريف من المباحث الإدارية (يخرج كارنيه عليه صورته ويريه لصبحي) وأنت متلبس بطلب رشوة وأخذها من مواطن. حاعمل لك محضر وحارفعه لأعلى الجهات الرسمية !!
صبحي يمتقع وجهه : يا نهار مش فايت ، أنا متأسف يا أفندم والله ماكنت عارف حضرتك . مع أن بتوع المباحث كلهم حبايبي.
شريف : مش بقولك أنا جديد .
صبحي : خلاص يا باشا ، الورق بتاعك اعتبره خلص وعليه بوسه كمان.
شريف : بوسه ؟ أنت حاتصحابني واللا ايه . اتفضل خلص الورق ده وأنا رايح أعمل لك المحضر دلوقت.
صبحي : ليه بس كده يا باشا ؟ دا أنا لسه واخد انذار من أسبوعين ، كده أنا حاتفصل ومستقبل حايضيع. أرجوك يا باشا ، أخر مرة والله.
شريف : أنا كان ممكن أسامحك ، بس علشان قعدت تغلط وتقول علي عبيط وأهبل مش حارحمك.
صبحي يكاد يبكي : أبوس أيدك يا باشا ، أنا اللي عبيط وابن ستين عبيط ، قولي أعمل ايه علشان ترضى وما تعملش المحضر ؟
شريف : أنت معاك كام في الدرج ؟
صبحي يفتح الدرج ويخرج النقود : احنا لسه أول النهار ، مافيش غير ألفين جنيه بس يا باشا. ممكن حضرتك تاخدهم بنفسك وتديهم لمدام رشا.
شريف يضع النقود في جيبه : طيب ، مادام كده ، خلاص المحضر مش حايتعمل. بس ابقى فتح كويس وأنت شغال بعد كده يا واد يا صبوحة !
صبحي : ألف شكر يا باشا ، ده كرم من سعادتك ، وأدي الختم أهو على الورق. أتفضل يا باشا ، دا أنت نورت المكتب ، ونورت المصلحة كلها ..
* * *
- بس يا سيدي ، ده اللي حصل في المصلحة النهاردة الصبح.
- يعني المغفل افتكر كارنيه التجنيد بتاعك كارنيه مباحث ؟
- وطلع لي كل الفلوس اللي عنده كمان.
- صبح صبح يا عم صبحي ! ومسمي الرشوة مدام رشا ؟
- أصل موضوع الشاي والقهوة ده قدم خلاص.
- ألفين جنيه في ساعة ونص ؟ بقولك ايه . المرة الجاية لما تروح المصلحة ابقى اسألهولي هي مدام رشا ما عندهاش بنت صغيرة مش مرتبطة ؟
المواطن : حضرتك أستاذ صبحي مش كده ؟
صبحي : أيوه أنا هو ، عايز ايه ؟
المواطن : يا أفندم أنا جايب لجنابك الورق ده بتاع الشركة اللي أنا شغال فيها علشان تخلص لي الإجراءات ، المدير بتاعنا مستعجل عليهم قوي.
صبحي يمسك ملف الأوراق بعدم اهتمام ويقول : ومستعجل ليه ، العجلة من الشيطان. والله مع الصابرين.
المواطن : أكيد سعادتك ، بس الورق ده لو مااتعملش مش حانقدر نجيب شحنة اللحمة من الميناء ، ولو اتأخرت أكتر من كده على المركب حاتبوظ وتعفن ، هي أصلا صلاحيتها قربت تنتهي.
صبحي : طيب وأنت دفعت المصاريف المطلوبة ؟
المواطن : أيوه يا أفندم ، دفعتهم في الخزنة وده الإيصال.
صبحي لا ينظر للإيصال ويقول : بس انت لسه ما دفعتش لمدام رشا !
المواطن : مدام رشا مين يا أفندم ؟
صبحي : يا فتاح يا عليم .. أنت أول مرة تيجي هنا ؟
المواطن : معلش ، أصلي لسه جديد ومش عارف الإجراءات .. ممكن حضرتك تقولي مدام رشا مكتبها فين وأنا أروح أدفع لها على طول.
صبحي يمد يده ويقول : يا بني آدم مدام رشا مش بتاخد الفلوس بنفسها. هاتها وأنا أوصلها لها.
المواطن : طيب والفلوس دي ضمن المصاريف يعني ؟ أصل هما قالوا لي المصاريف كلها عشرة جنية وثلاثة قروش وطابع دمغة باربعين قرش ، وأنا دفعت كل ده خلاص.
صبحي : خلاص ، سيبك من مدام رشا. أنا عايز الشاااااااااي .
المواطن : طيب ما تنادي على الساعي يجيبه لك يا أفندم ؟
صبحي : أنت عبيط يا استاذ والا بتستعبط ؟
المواطن : طيب ليه الغلط ده ؟ هو يعني علشان أنا أول مرة أجي المصلحة تقوم تهزأني كده ؟
صبحي : أنت شكلك أول مرة تيجي الحياة أصلا ، بص يا أستاذ ورقك ده شكله ناقص ، خده راجعه تاني وابقى تعالى بكره أو ما تجيش خالص أحسن !
المواطن : ليه بس ؟ دا أنا مراجعه كله والموظف اللي هناك قالي انه كامل ومش ناقصه غير الختم اللي عند حضرتك.
صبحي : كده ، هي حاجة نفسية .. حاسس أن فيه حاجة مش صح في ورقك. ومقدرش أختم على ورق مش مظبوط ، دي مسئولية. ياللا شيل الملف ده خلينا نشوف شغلنا.
المواطن : يا افندم كل سنة وأنت طيب ، دا احنا في أيام مفترجة.
صبحي : ايوه ، كويس أنك جبت المفيد ، كل سنة وأنت طيب ، هز جيبك بقى وطلع لنا قرشين نجيب بيهم حاجة للعيال .
المواطن : اه ، يعني حضرتك عايز رشوة ! طيب ما تقول من الصبح يا أخي . وعمال تقول مدام رشا وعايز أشرب شاي. وكل ده وأنا مش فاهم ، أما أنا مغفل فعلا.
صبحي يبتسم : شفت بقى . ياللا حصل خير. المهم أنك معايا على الخط دلوقت.
المواطن : معلش يا صبحي بيه ، أصل أنا جديد زي ما قلت لك. سعادتك تأمر بكام ؟
صبحي : مش حاتفرق كتير ، حاخد منك خمسين بس علشان أنت راجل طيب.
المواطن يخرج خمسين قرش من جيبه ويقدمها لصبحي ، فيصيح فيه صبحي : خمسين جنيه يا بني آدم.
المواطن : بس ده مش كتير شوية ؟
صبحي : صدقني دول مش ليا ، أنا يادوب باوصلهم لمدام رشا. وعموما لو مش معاك دلوقت (يرمي الملف على الأرض) ابقى تعالى في يوم تاني.
المواطن : لا ، خلاص اهم الخمسين جنيه.
صبحي يضع النقود في الدرج ويلتقط الظرف من الأرض : أيوه كده ، دا أنت متعب . ماشتفتش في حياتي حد كده يا أخي. ماكان من الأول.
المواطن : المرة الجاية حادفع فلوس مدام رشا من غير ما تفكرني يا صبحي بيه. بس أستأذنك في طلب صغير ؟
صبحي : أنا تحت أمرك.
المواطن : كنت عايز بس فاتورة بالخمسين جنيه علشان أديها للحسابات عندنا في الشركة ضمن مصاريف الورق.
صبحي : أنت مجنون ؟ عايزني أديك فاتورة بالرشوة ؟ أنا من ساعة ما شفتك وأنا بقول أنك عبيط . اتفضل خد ورقك وفلوسك ومع السلامة.
المواطن : ما هو انا مش حاعرف أقول لهم في الشركة الخمسين جنيه دي تحت بند ايه.
صبحي : قول لهم بدل انتقال ، مصاريف نثرية ، وقعوا مني في الأتوبيس. أي حجة ، هو أنا حاعلمك شغلك كمان ؟
المواطن : ما أنا لسه امبارح واقع مني في المايكروباص 100 جنيه . مش معقول النهاردة كمان أقولهم أني ضيعت خمسين ، حايقولوا عليا مهمل.
صبحي : لا ، العفو ، أنت ناصح قوي. خد يا ابني ورقك واتفضل بره علشان أنا ورايا شغل ومش فاضي للهبل ده.
المواطن يحمر وجهه ويخرج محفظته من جيبه ويقول : على فكرة أنا مش مواطن عادي ، أنا العميد شريف من المباحث الإدارية (يخرج كارنيه عليه صورته ويريه لصبحي) وأنت متلبس بطلب رشوة وأخذها من مواطن. حاعمل لك محضر وحارفعه لأعلى الجهات الرسمية !!
صبحي يمتقع وجهه : يا نهار مش فايت ، أنا متأسف يا أفندم والله ماكنت عارف حضرتك . مع أن بتوع المباحث كلهم حبايبي.
شريف : مش بقولك أنا جديد .
صبحي : خلاص يا باشا ، الورق بتاعك اعتبره خلص وعليه بوسه كمان.
شريف : بوسه ؟ أنت حاتصحابني واللا ايه . اتفضل خلص الورق ده وأنا رايح أعمل لك المحضر دلوقت.
صبحي : ليه بس كده يا باشا ؟ دا أنا لسه واخد انذار من أسبوعين ، كده أنا حاتفصل ومستقبل حايضيع. أرجوك يا باشا ، أخر مرة والله.
شريف : أنا كان ممكن أسامحك ، بس علشان قعدت تغلط وتقول علي عبيط وأهبل مش حارحمك.
صبحي يكاد يبكي : أبوس أيدك يا باشا ، أنا اللي عبيط وابن ستين عبيط ، قولي أعمل ايه علشان ترضى وما تعملش المحضر ؟
شريف : أنت معاك كام في الدرج ؟
صبحي يفتح الدرج ويخرج النقود : احنا لسه أول النهار ، مافيش غير ألفين جنيه بس يا باشا. ممكن حضرتك تاخدهم بنفسك وتديهم لمدام رشا.
شريف يضع النقود في جيبه : طيب ، مادام كده ، خلاص المحضر مش حايتعمل. بس ابقى فتح كويس وأنت شغال بعد كده يا واد يا صبوحة !
صبحي : ألف شكر يا باشا ، ده كرم من سعادتك ، وأدي الختم أهو على الورق. أتفضل يا باشا ، دا أنت نورت المكتب ، ونورت المصلحة كلها ..
* * *
- بس يا سيدي ، ده اللي حصل في المصلحة النهاردة الصبح.
- يعني المغفل افتكر كارنيه التجنيد بتاعك كارنيه مباحث ؟
- وطلع لي كل الفلوس اللي عنده كمان.
- صبح صبح يا عم صبحي ! ومسمي الرشوة مدام رشا ؟
- أصل موضوع الشاي والقهوة ده قدم خلاص.
- ألفين جنيه في ساعة ونص ؟ بقولك ايه . المرة الجاية لما تروح المصلحة ابقى اسألهولي هي مدام رشا ما عندهاش بنت صغيرة مش مرتبطة ؟