yusuf ALRWINI
04-26-2008, 04:30 PM
جدة - تنتظر وزارة الشئون الإسلامية السعودية فتوى رسمية من قبل الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء (أكبر مؤسسة دينية) بشأن استخدام التقنيات الحديثة في عرض خطبة الجمعة لجذب المصلين وأبرزها برنامج الباوربوينت. وشدد الدكتور توفيق السديري وكيل الوزارة لشئون المساجد على أن الحاجة ملحة لإدخال فكرة التقنيات في خطب الجمعة بحيث يسمح للخطيب باستخدام برنامج الـ"الباوربوينت" (عناوين إرشادية) أو أجهزة العرض "البرجيكتور" لتجنب التكرار والملل الذي يصيب المصلين ولشد انتباههم بطريقة غير تقليدية.وأوضح د.السديري أن الفكرة لازالت قيد الدراسة لدى الوزارة حتى صدور فتوى رسمية من قبل الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تجيز استخدام التقنيات الحديثة، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية 26-4-2008.وفي هذا الإطار طالب الكاتب الصحفي طلعت زكي حافظ بتهيئة المساجد بالشكل الذي يمكن الأئمة والخطباء من التأثير على المصلين، وذلك من خلال تزويد المساجد الرئيسية بتقنيات الاتصال العصري.وضرب أمثلة لهذه التقنيات باستحداث نظام آلي للترجمة الفورية للخطبة بعدد من اللغات الدارجة الاستخدام بين العمالة المسلمة الوافدة في البلاد، بحسب صحيفة "الاقتصادية" السعودية.ردود الفعلوأثارت فكرة استخدام تقنية حديثة (شاشات عرض - مؤثرات الصوتية...) خلال الخطبة ردود فعل متباينة داخل المنتديات السعودية بين مؤيد ومعارض.فيرفض عبد الله إقحام التكنولوجيا الحديثة في خطب الجمعة، لأنها "تشتت انتباه المصلين وتشغلهم عن الإنصات للخطيب"، بحد قوله.ووافقه في ذلك أحمد سالمين الذي يرى أن: "هناك أولويات بدلا من استخدام التقنيات الحديثة بالتغلب على مشكلة المساجد التي لا تتسع للمصلين".ويحصر سالمين ضرورة استخدام التقنية وحصرها في "توفير ترجمة للخطبة لكثير من الجاليات الأجنبية الموجودة بالمملكة، والتي لا تستفيد من الخطب، وإذا استفحلت ظاهرة التقنية فما الداعي لوجود الإمام".وأما محمد المحيمد فله رأي مختلف، وهو عدم تحريم استخدام التقنيات الحديثة في خطب الجمعة من أحد العلماء. وقال: "الأمور لا تقاس بهذا الشكل، فمكبرات الصوت والمايكروفونات لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهل هذا يعني أنها مخالفة للشريعة؟"واقترح البعض زيادة التكنولوجيا الحديثة باعتبارها تقتحم حياتنا في كل يوم وعلى جميع الاتجاهات.ومن هذه الاقتراحات أن يقوم الإمام بتجهيز الخطبة وعرضها على ملف باوربوينت، وأن يقوم بإدراج صور معينة وملفات صوتية ومقاطع فيديو خلال العرض، مما يجعلها ذات تأثير قوي في إيصال المعلومة للمصلين.أما "محمد العمران" فيرى ضرورة وضع ضوابط للاستعانة بالتكنولوجيا، "حتى لا نترك المجال لكل من هب ودب أن يطور كما يشاء"، مقتصرا الأمر على استخدام شاشات عرض تنقل صورة الإمام للموجودين في الساحات الخارجية للمساجد. التأهيل للخطيبويأتي هذا الجدل في وقت شهدت فيه بالمملكة مؤخرا انتقادات لوزارة الشئون الإسلامية حول دورها في تأهيل الخطباء.ففي تصريحات لـ "إسلام أون لاين.نت" قال الدكتور علي بن عمر بادحدح الداعية السعودي وصاحب موسوعة "زاد الخطباء": "أن برامج تأهيل الخطباء من قبل الوزارة تكاد تكون مفقودة وغير موجودة مع الإمكانيات الكبيرة للوزارة".أما الدكتور علي العمري، رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة بجدة، فدعا إلى "ضرورة أن يعطى الخطيب هامشا من الحرية حتى يستطيع أن يقوم بدوره التأثيري المأمول في المجتمع؛ لأن الكبت لا يولد إلا الكبت".وحذر في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" من أن يقتصر دور الوزارة على الجانب التقيمي للخطيب وقال: إن "دورها يجب أن يشمل تشجيع الخطباء الجيدين ومكافأتهم معنويا إن لم يكن ماديا".واتهم د.العمري لجانا داخل الوزارة بتتبع أخطاء الخطباء بشكل سيئ وتغفل عن كثير من الجوانب الإيجابية لدى الخطيب.وقبل عدة أشهر استخدم أحد خطباء الجمعة في محافظة سراة عبيدة (جنوب السعودية) جهاز كمبيوتر محمول (لاب توب) لقراءة خطبته مما أثار حفيظة بعض المصلين.كما تعرض لمعاقبة الوزارة على هذه الخطوة التي اتخذها باجتهاده الشخصي، وعزت هذه العقوبة إلى غرابة الموقف واحتمال انشغال المتابعين للخطبة بمشاهدة الجهاز وليس لاستخدامه التقنية الحديثة. وبرر الخطيب هذا التصرف بظروف وقتية دفعته للقراءة من (اللاب توب) مباشرة دون طبع الخطبة وقراءتها من ورقة. بحسب ما نقلته جريدة الوطن السعودية.