الساحر2
03-25-2010, 11:29 AM
سقط القسم الشرقي من مدينة القدس بسرعة في حرب حزيران (يونيو) 1967، ولكن لم يكن ذلك دون إحداث تدمير، وقتل، وتطهير عرقي، وقصف استهدف خصوصا الأحياء المحيطة بالحرم القدسي الشريف.
وفي السابع من حزيران (يونيو) وصل شلومو غوريون الحاخام العسكري للجيش الصهيوني إلى حارة المغاربة، ونفخ في البوق ووجه رسالة إلى الجنود قائلاً: "أخاطبكم من حائط المبكى آخر أثر لهيكلنا، هذا هو اليوم الذي طالما تقنا إليه، دعونا نفرح ونبتهج".
مجرم الحرب الذي هدم حارة المغاربة يعود إلى ساحة الجريمة
وفي مذكرات مهمة كتبتها راهبة عاشت في القدس في تلك الأيام تدعى ماري تيريز رصد للجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وتذكر تيريز كيف دخل الجنرال موشى ديان وليفي اشكول إلى المدينة يوم الجمعة 9 حزيران (يونيو) 1967، عندما كان المقدسيون يدفنون شهداءهم في المقبرة الإسلامية، وعلّها تقصد مقبرة باب الأسباط ومقبرة باب الرحمة.
وكانت الراهبة تساعد في دفن جثة أم فلسطينية وأطفالها الخمسة، الذين استشهدوا معا، عندما مر موكب ديان واشكول (كان معهم آخرون مثل بن غوريون) وترصد المشهد كما يلي "علا تصفيق اليهود، ولدى مرورهم كشفت عن الجثث الست، ورأتها بعض النسوة فخفن وصرخن ولم يعد أحد يأبه للموكب، حتى أن جنديا رأى المشهد فأغمض عينيه بيده وابتعد مشمئزا. فجأة قفز علي جندي إسرائيلي شاب ودفعني مهددا برشاشه قائلا: أخف المنظر، قلت له سأخفيه. ونزلت عند رغبته، لا احتراما له بل للموتى".
ظلت الراهبة في المقبرة لدفن الشهداء الستة، على الأغلب، لذا فإنها لم تذكر ما حدث بعد ذلك عندما وصل الموكب حارة المغاربة، حين وقف ديان واشكول وبين غوريون على حائط البراق، يغلبهم الانفعال، وعمد بن غوريون إلى نزع نقش عربي إسلامي عن الحائط، وصادر ديان مفتاح باب المغاربة، وهو الباب الغربي للحرم القدسي الشريف، ولم يعرف أحد ماذا كانوا يخططون لما يعتبرونه حائط المبكى، ولحارة يعود عمرها إلى أكثر من ألف عام، والغنية بالمساجد والزوايا والمقامات والآثار.
ولم يطل الأمر كثيرا، ففي منتصف ليلة العاشر من حزيران (يونيو) تحركت الجرافات الصهيونية لهدم حارة المغاربة على رؤوس بعض من سكانها، الذين رفضوا المغادرة، والهدف توسيع ما يطلقون عليها ساحة المبكى.
وكانت النتيجة طرد نحو 700 فلسطيني من حارة المغاربة، إضافة إلى ثلاثة آلاف من حارة الشرف المجاورة، التي تحولت إلى حارة اليهود، وأصبحت بعض من أهم الآثار الأيوبية والمملوكية وتراث مغربي أندلسي مميز، ركاما ومن بينها المدرسة الأفضلية، ومسجد البراق.
وهكذا دمرت حارة المغاربة التي كانت مساحتها 116 دونما وفيها 136 منزلا، وزوايا دينية أشهرها (بومدين) وأربعة مساجد ومدرسة حديثة.
ولم يتحرك العالم، لما جرى من مجزرة أثرية ومعمارية وإنسانية في المكان، بينما تعامل الصهاينة بصلف إزاء ما حدث، وصلت إلى أن بطل عملية الهدم، مجرم الحرب ايتان بن موشية بن انيان، الذي كان وقت الحرب ضابطاً كبيراً في سلاح الهندسة في جيش الاحتلال، وترقى فيما بعد ليصبح قائده، أدلى بحديث لصحيفة (يورشالايم) الصهيونية يوم 26/11/1999م، اعترف فيه بأنه تم قتل عدد من الفلسطينيين من سكان حارة المغاربة وأنهم دفنوا تحت الأنقاض، أي تحت ساحة حائط المبكى الآن التي يقيم اليهود صلواتهم فيها.
واعترف بن انيان بأنه نقل بنفسه جثث ثلاثة من الذين قتلوا في داخل الحارة إلى مستشفى (بيكورحوليم) الصهيوني
وعندما أدلى بن انيان، بحديثه كان عمره 81، ويعيش في مستوطنة جيلو، التي بنتها السلطات الصهيونية على أراض تابعة لمدينة بيت جالا، وتعتبر هذه السلطات هذه المستوطنة جزء من مدينة القدس.
وزار مجرم الحرب بن انيان موقع حارة المغاربة، برفقة الصحافي الذي أجرى الحديث، ولم يبد أي ندم لما حدث
وكشف بن انيان، أنه أعطى مهلة ربع ساعة فقط للسكان ليغادروا منازلهم، وهو ما يخالف الرواية الصهيونية المعتمدة بأنه تم إعطائهم 24 ساعة، أو الرواية الفلسطينية التي تحدثت عن مهلة من ثلاث ساعات أعطيت لأهالي الحارة.
وقال بن انيان للصحيفة ما يمكن أن تقشعر له الأبدان: "شاهدت جثثا تنزل للأسفل، لقد قمنا بإنزالها تحت التراب، لقد هدمت حياً كاملاً ولم أخرج منه ذرة تراب واحدة. تحت باحة حائط المبكى توجد تسع عهود تاريخية مختلفة واحدة فوق الأخرى عندما تقوم بالحفر تصل إلى مناطق فارغة، عندئذ حفرت عن فترات تاريخية من أجل إلقاء كل الزبالة".
وأضاف "حفرنا وألقينا أنقاض بيوت الحي فيها ومعها جثث الأناس المتبقين، وهذه الجثث كانت لعرب وليست ليهود، أقول هذا حتى لا يحولوا المكان إلى موقع يحظر الوقوف عليه"
واستمر بن انيان بغروره وصلفه واستهانته بالأرواح التي قتلت تحت الأنقاض قائلا "وجدنا جثثا تحت الأنقاض، قد يكونوا ماتوا من الذعر والهلع".
وللتدليل على صحة أقواله، أشار إلى الجثث الثلاث التي قال انه نقلها بسيارته إلى المستشفى "أتصور انه بعد فرار الشبان من البيوت، بقي المسنون والمرضى هناك، وقد يكونوا ماتوا ذعرا، هذه الجثث لم تكن متضررة، ولو كانت مصابة هل كنت تعتقد أنني كنت سألوث سيارتي بدمائها؟ لا".
وبرر بن انيان عدم إعطاء وقت كاف للسكان لإخلاء منازلهم "لم يكن هناك وقت. فقد كان الحدث مساء يوم السبت. وفي يوم الثلاثاء يصادف عيد نزول التوراة وكان من المفترض أن يأتي مئات آلاف الناس إلى حائط المبكى. ولذا لم يكن أمامنا إلا يومان لإعداد الساحة".
واعترف بن انيان بأنه هدم مسجد البراق وقال بوقاحة مجرم حرب "أنا قلت إذا كانت فرس محمد قد صعدت للسماء فلماذا لا يصعد المسجد أيضا؟ وقمت بطحنه بشكل جيد جدا بحيث لم يبق منه اثر يذكر".
وقال بن انيان إن الأوامر صدرت له شفهيا، ليهدم حارة المغاربة ويقتل من بقي من سكانها، وأكد أن شخصا وصفه برفيع المستوى قال له "إن حدثت ضجة في العالم من جراء ما ستفعله، فسنقول إنك فعلت الأمر بمبادرتك الذاتية وسنسجنك لخمس سنوات إلا أننا سنمنحك العفو في اليوم التالي، وأنا من ناحيتي وافقت على ذلك".
وقال بن انيان للصحيفة بأنه لم يشعر بأي تأنيب ضمير لهدم المنازل وبداخلها سكان وبرر ذلك "أنا من عائلة متدينة، وقد أمنت بسيادة إسرائيل وأن المكان لنا، لذا فإنني لم اشعر بتأنيب ضمير".
وإن كان بن انيان لا يندم على قتل الفلسطينيين الآمنين في منازلهم، فإنه أبدى ندما على تفويت فرصة تقسيم الحرم القدسي الشريف، وإعطاء نصفه لليهود، ففي نفس الوقت الذي كان يهدم فيه حارة المغاربة، أرسل سرية من سلاح الهندسة لتقسيم الحرم، لإعطاء "نصف المكان لليهود" كما قال ولكنه تلقى أمرا بوقف ذلك من حاخام الجيش.
وفي روايته لما حدث يقول بن انيان بأنه أدخل المعدات ومواد البناء إلى ساحة الحرم، وبدا العمل ببناء جدار والحجة أنه يريد أن يحمي قواته التي تعمل في حارة المغاربة من الفلسطينيين، ولكن الحاخام غورون أوقفه عن العمل قائلا "توقفوا فانتم تدنسون قدس الأقداس، فطردته بشكل غير لائق وقلت له اذهب مع بوقك إلى مكان آخر، فتوجه الحاخام إلى قائد المنطقة الوسطى على ما يبدو، لست متأكدا من ذلك، لأنه لم يكن أمامي وقتا للتبول، وفجأة وصلني أمر بإغلاق مدخل الحرم والتوقف عن العمل".
وتقديرا لما فعله تلقى بن انيان كتاب شكر من عوزي نركيس قائد المنطقة الوسطى آنذاك كتب فيه "أقدم لك تقديري على عملك الرائع في إخلاء ساحة المبكى".
ولم يكن ما فعله من مجزرة بحق الحجر والبشر إلا استكمالا لسيرته كمجرم حرب، ففي نفس المقابلة اعترف، بأنه عندما كان في العصابة الصهيونية (الاتسل)، شارك في تنفيذ مذبحة دير ياسين عام 1948م، بإصدار الأوامر لأفراد عصابته بقتل المدنيين، وعندما شاهد كما قال أطفالا أصيبوا قال لأفراد عصابته "اقضوا عليهم وإلا فالويل لنا إن كبروا ورووا ما شاهدوه".
وفي السابع من حزيران (يونيو) وصل شلومو غوريون الحاخام العسكري للجيش الصهيوني إلى حارة المغاربة، ونفخ في البوق ووجه رسالة إلى الجنود قائلاً: "أخاطبكم من حائط المبكى آخر أثر لهيكلنا، هذا هو اليوم الذي طالما تقنا إليه، دعونا نفرح ونبتهج".
مجرم الحرب الذي هدم حارة المغاربة يعود إلى ساحة الجريمة
وفي مذكرات مهمة كتبتها راهبة عاشت في القدس في تلك الأيام تدعى ماري تيريز رصد للجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وتذكر تيريز كيف دخل الجنرال موشى ديان وليفي اشكول إلى المدينة يوم الجمعة 9 حزيران (يونيو) 1967، عندما كان المقدسيون يدفنون شهداءهم في المقبرة الإسلامية، وعلّها تقصد مقبرة باب الأسباط ومقبرة باب الرحمة.
وكانت الراهبة تساعد في دفن جثة أم فلسطينية وأطفالها الخمسة، الذين استشهدوا معا، عندما مر موكب ديان واشكول (كان معهم آخرون مثل بن غوريون) وترصد المشهد كما يلي "علا تصفيق اليهود، ولدى مرورهم كشفت عن الجثث الست، ورأتها بعض النسوة فخفن وصرخن ولم يعد أحد يأبه للموكب، حتى أن جنديا رأى المشهد فأغمض عينيه بيده وابتعد مشمئزا. فجأة قفز علي جندي إسرائيلي شاب ودفعني مهددا برشاشه قائلا: أخف المنظر، قلت له سأخفيه. ونزلت عند رغبته، لا احتراما له بل للموتى".
ظلت الراهبة في المقبرة لدفن الشهداء الستة، على الأغلب، لذا فإنها لم تذكر ما حدث بعد ذلك عندما وصل الموكب حارة المغاربة، حين وقف ديان واشكول وبين غوريون على حائط البراق، يغلبهم الانفعال، وعمد بن غوريون إلى نزع نقش عربي إسلامي عن الحائط، وصادر ديان مفتاح باب المغاربة، وهو الباب الغربي للحرم القدسي الشريف، ولم يعرف أحد ماذا كانوا يخططون لما يعتبرونه حائط المبكى، ولحارة يعود عمرها إلى أكثر من ألف عام، والغنية بالمساجد والزوايا والمقامات والآثار.
ولم يطل الأمر كثيرا، ففي منتصف ليلة العاشر من حزيران (يونيو) تحركت الجرافات الصهيونية لهدم حارة المغاربة على رؤوس بعض من سكانها، الذين رفضوا المغادرة، والهدف توسيع ما يطلقون عليها ساحة المبكى.
وكانت النتيجة طرد نحو 700 فلسطيني من حارة المغاربة، إضافة إلى ثلاثة آلاف من حارة الشرف المجاورة، التي تحولت إلى حارة اليهود، وأصبحت بعض من أهم الآثار الأيوبية والمملوكية وتراث مغربي أندلسي مميز، ركاما ومن بينها المدرسة الأفضلية، ومسجد البراق.
وهكذا دمرت حارة المغاربة التي كانت مساحتها 116 دونما وفيها 136 منزلا، وزوايا دينية أشهرها (بومدين) وأربعة مساجد ومدرسة حديثة.
ولم يتحرك العالم، لما جرى من مجزرة أثرية ومعمارية وإنسانية في المكان، بينما تعامل الصهاينة بصلف إزاء ما حدث، وصلت إلى أن بطل عملية الهدم، مجرم الحرب ايتان بن موشية بن انيان، الذي كان وقت الحرب ضابطاً كبيراً في سلاح الهندسة في جيش الاحتلال، وترقى فيما بعد ليصبح قائده، أدلى بحديث لصحيفة (يورشالايم) الصهيونية يوم 26/11/1999م، اعترف فيه بأنه تم قتل عدد من الفلسطينيين من سكان حارة المغاربة وأنهم دفنوا تحت الأنقاض، أي تحت ساحة حائط المبكى الآن التي يقيم اليهود صلواتهم فيها.
واعترف بن انيان بأنه نقل بنفسه جثث ثلاثة من الذين قتلوا في داخل الحارة إلى مستشفى (بيكورحوليم) الصهيوني
وعندما أدلى بن انيان، بحديثه كان عمره 81، ويعيش في مستوطنة جيلو، التي بنتها السلطات الصهيونية على أراض تابعة لمدينة بيت جالا، وتعتبر هذه السلطات هذه المستوطنة جزء من مدينة القدس.
وزار مجرم الحرب بن انيان موقع حارة المغاربة، برفقة الصحافي الذي أجرى الحديث، ولم يبد أي ندم لما حدث
وكشف بن انيان، أنه أعطى مهلة ربع ساعة فقط للسكان ليغادروا منازلهم، وهو ما يخالف الرواية الصهيونية المعتمدة بأنه تم إعطائهم 24 ساعة، أو الرواية الفلسطينية التي تحدثت عن مهلة من ثلاث ساعات أعطيت لأهالي الحارة.
وقال بن انيان للصحيفة ما يمكن أن تقشعر له الأبدان: "شاهدت جثثا تنزل للأسفل، لقد قمنا بإنزالها تحت التراب، لقد هدمت حياً كاملاً ولم أخرج منه ذرة تراب واحدة. تحت باحة حائط المبكى توجد تسع عهود تاريخية مختلفة واحدة فوق الأخرى عندما تقوم بالحفر تصل إلى مناطق فارغة، عندئذ حفرت عن فترات تاريخية من أجل إلقاء كل الزبالة".
وأضاف "حفرنا وألقينا أنقاض بيوت الحي فيها ومعها جثث الأناس المتبقين، وهذه الجثث كانت لعرب وليست ليهود، أقول هذا حتى لا يحولوا المكان إلى موقع يحظر الوقوف عليه"
واستمر بن انيان بغروره وصلفه واستهانته بالأرواح التي قتلت تحت الأنقاض قائلا "وجدنا جثثا تحت الأنقاض، قد يكونوا ماتوا من الذعر والهلع".
وللتدليل على صحة أقواله، أشار إلى الجثث الثلاث التي قال انه نقلها بسيارته إلى المستشفى "أتصور انه بعد فرار الشبان من البيوت، بقي المسنون والمرضى هناك، وقد يكونوا ماتوا ذعرا، هذه الجثث لم تكن متضررة، ولو كانت مصابة هل كنت تعتقد أنني كنت سألوث سيارتي بدمائها؟ لا".
وبرر بن انيان عدم إعطاء وقت كاف للسكان لإخلاء منازلهم "لم يكن هناك وقت. فقد كان الحدث مساء يوم السبت. وفي يوم الثلاثاء يصادف عيد نزول التوراة وكان من المفترض أن يأتي مئات آلاف الناس إلى حائط المبكى. ولذا لم يكن أمامنا إلا يومان لإعداد الساحة".
واعترف بن انيان بأنه هدم مسجد البراق وقال بوقاحة مجرم حرب "أنا قلت إذا كانت فرس محمد قد صعدت للسماء فلماذا لا يصعد المسجد أيضا؟ وقمت بطحنه بشكل جيد جدا بحيث لم يبق منه اثر يذكر".
وقال بن انيان إن الأوامر صدرت له شفهيا، ليهدم حارة المغاربة ويقتل من بقي من سكانها، وأكد أن شخصا وصفه برفيع المستوى قال له "إن حدثت ضجة في العالم من جراء ما ستفعله، فسنقول إنك فعلت الأمر بمبادرتك الذاتية وسنسجنك لخمس سنوات إلا أننا سنمنحك العفو في اليوم التالي، وأنا من ناحيتي وافقت على ذلك".
وقال بن انيان للصحيفة بأنه لم يشعر بأي تأنيب ضمير لهدم المنازل وبداخلها سكان وبرر ذلك "أنا من عائلة متدينة، وقد أمنت بسيادة إسرائيل وأن المكان لنا، لذا فإنني لم اشعر بتأنيب ضمير".
وإن كان بن انيان لا يندم على قتل الفلسطينيين الآمنين في منازلهم، فإنه أبدى ندما على تفويت فرصة تقسيم الحرم القدسي الشريف، وإعطاء نصفه لليهود، ففي نفس الوقت الذي كان يهدم فيه حارة المغاربة، أرسل سرية من سلاح الهندسة لتقسيم الحرم، لإعطاء "نصف المكان لليهود" كما قال ولكنه تلقى أمرا بوقف ذلك من حاخام الجيش.
وفي روايته لما حدث يقول بن انيان بأنه أدخل المعدات ومواد البناء إلى ساحة الحرم، وبدا العمل ببناء جدار والحجة أنه يريد أن يحمي قواته التي تعمل في حارة المغاربة من الفلسطينيين، ولكن الحاخام غورون أوقفه عن العمل قائلا "توقفوا فانتم تدنسون قدس الأقداس، فطردته بشكل غير لائق وقلت له اذهب مع بوقك إلى مكان آخر، فتوجه الحاخام إلى قائد المنطقة الوسطى على ما يبدو، لست متأكدا من ذلك، لأنه لم يكن أمامي وقتا للتبول، وفجأة وصلني أمر بإغلاق مدخل الحرم والتوقف عن العمل".
وتقديرا لما فعله تلقى بن انيان كتاب شكر من عوزي نركيس قائد المنطقة الوسطى آنذاك كتب فيه "أقدم لك تقديري على عملك الرائع في إخلاء ساحة المبكى".
ولم يكن ما فعله من مجزرة بحق الحجر والبشر إلا استكمالا لسيرته كمجرم حرب، ففي نفس المقابلة اعترف، بأنه عندما كان في العصابة الصهيونية (الاتسل)، شارك في تنفيذ مذبحة دير ياسين عام 1948م، بإصدار الأوامر لأفراد عصابته بقتل المدنيين، وعندما شاهد كما قال أطفالا أصيبوا قال لأفراد عصابته "اقضوا عليهم وإلا فالويل لنا إن كبروا ورووا ما شاهدوه".