الساحر2
03-25-2010, 11:26 AM
القدس ونقطة اللاعودة
بقلم : عدلي صادق
ماذا نحن فاعلون، حيال كل هذا الازدراء الصهيوني بنا، عرباً وفلسطينيين؟ فها هي فكرة التفاوض، تواجه أغلظ الردود المستخفة بها، بينما المحتلون يجاهرون بعزمهم تكثيف البناء في القدس الشرقية العتيقة، في سياق مشروعات بناء غير مسبوقة، يراد من خلالها طي ملف هذه المدينة الفلسطينية الايقونة، عاصمة حلمنا في أكثر الصيغ تواضعاً، وتأجيج الصراع، وحشر الشعب الفلسطيني في الزاوية الصعبة. غير أن المؤلم والمفجع، هو ما يصاحب هذه العربدة الإسرائيلية من موات شعبي ورسمي، في العالم العربي، وكأن القدس ليست هي صاحبة المكانة والمعاني التي توارثها المسلمون والعرب جيلاً بعد جيل!
الآن، تواجه القدس الفصل الأخير من خطط التهويد والاستيطان، ولا نصير لنا في مواجهة مخاطر ماثلة في زهرة المدائن. فالمحتلون الصهاينة يتحدثون عن ثلاث دوائر من عمليات البناء، ويعلنون عن تمسكهم بمشروعات هذا البناء، على الرغم من قولهم بأن هذه الدوائر الثلاث، تتدرج في نظرهم من حيث قوة استثارتها للطرف الفلسطيني، إذ سيُصار الى البناء بكثافة في البلدة القديمة، لخنق الأحياء المكتظة بالفلسطينيين، وهذه التي يعتبرونها الدائرة الأولى، ثم يدخلون الى الدائرة الثانية، التي يرى زائرو القدس رؤوس جسورها في الشوارع الضيقة وسط المقدسيين الفلسطينيين وعلى مقربة من الحرم؛ وهي ما يسمونها المستوطنات الأيديولوجية، التي تتمثل في حالات الاستيلاء على منازل غائبين فلسطينيين، لصيقة بمنازل حاضرين، تقع فيما يسمونه الحوض التاريخي داخل البلدة القديمة. وتمثل الدائرة الثالثة عمليات توسع بناء داخل الأحياء الاستيطانية شرقي القدس!
المهم، أن المبادرة على هذا الصعيد الإحتلالي الإسرائيلي، تُركت للجمعيات الاستيطانية المتطرفة وللناطقين باسمها. فلم تتردد ناطقة باسم إحدى هذه الجمعيات، في الإعلان صراحة عن أن خطط البناء بدوائرها الثلاث "ستنقل إسرائيل الى ما وراء نقطة اللاعودة، بالنسبة لحل متفق عليه للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين!
* * *
على الرغم من ذلك، فإن نتنياهو، تظاهر بغضبه لخروج وزير داخليته إيلي يشاي عن "مقتضيات اللياقة" بالإعلان "في توقيت سيء" عن خطط البناء، واعتذر نتنياهو لجوزيف بايدن، في اتصال هاتفي، الأمر الذي جعل الأخير يتفهم ويقدر لنتنياهو اعتذاره ويتجاوز الأمر ثم يمضي في سعيه لشيطنة إيران وفي الإعلان عن تهديدات ومخاطر تتعرض لها إسرائيل، أوجبت المساندة الأميريكية!
المسرح السياسي العربي والإقليمي، يدخل الى مرحلة غير مسبوقة من القدرة على الانتصار للشرف وللكرامة وللأخلاق، بإرادة تكفل الدفاع عن الأمة وعن مصيرها ومكانتها ومقدساتها. إننا في محنة تتهدد تاريخ النضال الفلسطيني بنهاية مأساوية، وتلوح بالقضاء النهائي على أكثر أمنيات شعبنا تواضعاً، وتُنذر بسحق كرامة العرب والمسلمين، وتفتح الأيام على احتمالات لا يستطيع أحد، التنبؤ بتداعياتها!
يتوجب الآن، أن نبادر كفلسطينيين، بوقف كل أشكال التفاوض مع هذا العدو. فعلى ماذا نفاوضهم، إن كانوا رسموا خططهم وشرعوا في تنفيذها؟ لا بد من طرح المسألة باعتبارها أمراً جللاً يتعلق بشرف أمة. ولا ينبغي أن يتحمل كل عبء الذود عن هذا الشرف، الجزء الفلسطيني من الأمة. لا بد من طرح الموقف، باعتباره تجسيداً لتوجهات أعتى من الحملات الصليبية التي خبرتها بلادنا، وباعتباره تحدياً للتسوية نفسها، ومن ثم للاستقرار في المنطقة وفي العالم!
بقلم : عدلي صادق
ماذا نحن فاعلون، حيال كل هذا الازدراء الصهيوني بنا، عرباً وفلسطينيين؟ فها هي فكرة التفاوض، تواجه أغلظ الردود المستخفة بها، بينما المحتلون يجاهرون بعزمهم تكثيف البناء في القدس الشرقية العتيقة، في سياق مشروعات بناء غير مسبوقة، يراد من خلالها طي ملف هذه المدينة الفلسطينية الايقونة، عاصمة حلمنا في أكثر الصيغ تواضعاً، وتأجيج الصراع، وحشر الشعب الفلسطيني في الزاوية الصعبة. غير أن المؤلم والمفجع، هو ما يصاحب هذه العربدة الإسرائيلية من موات شعبي ورسمي، في العالم العربي، وكأن القدس ليست هي صاحبة المكانة والمعاني التي توارثها المسلمون والعرب جيلاً بعد جيل!
الآن، تواجه القدس الفصل الأخير من خطط التهويد والاستيطان، ولا نصير لنا في مواجهة مخاطر ماثلة في زهرة المدائن. فالمحتلون الصهاينة يتحدثون عن ثلاث دوائر من عمليات البناء، ويعلنون عن تمسكهم بمشروعات هذا البناء، على الرغم من قولهم بأن هذه الدوائر الثلاث، تتدرج في نظرهم من حيث قوة استثارتها للطرف الفلسطيني، إذ سيُصار الى البناء بكثافة في البلدة القديمة، لخنق الأحياء المكتظة بالفلسطينيين، وهذه التي يعتبرونها الدائرة الأولى، ثم يدخلون الى الدائرة الثانية، التي يرى زائرو القدس رؤوس جسورها في الشوارع الضيقة وسط المقدسيين الفلسطينيين وعلى مقربة من الحرم؛ وهي ما يسمونها المستوطنات الأيديولوجية، التي تتمثل في حالات الاستيلاء على منازل غائبين فلسطينيين، لصيقة بمنازل حاضرين، تقع فيما يسمونه الحوض التاريخي داخل البلدة القديمة. وتمثل الدائرة الثالثة عمليات توسع بناء داخل الأحياء الاستيطانية شرقي القدس!
المهم، أن المبادرة على هذا الصعيد الإحتلالي الإسرائيلي، تُركت للجمعيات الاستيطانية المتطرفة وللناطقين باسمها. فلم تتردد ناطقة باسم إحدى هذه الجمعيات، في الإعلان صراحة عن أن خطط البناء بدوائرها الثلاث "ستنقل إسرائيل الى ما وراء نقطة اللاعودة، بالنسبة لحل متفق عليه للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين!
* * *
على الرغم من ذلك، فإن نتنياهو، تظاهر بغضبه لخروج وزير داخليته إيلي يشاي عن "مقتضيات اللياقة" بالإعلان "في توقيت سيء" عن خطط البناء، واعتذر نتنياهو لجوزيف بايدن، في اتصال هاتفي، الأمر الذي جعل الأخير يتفهم ويقدر لنتنياهو اعتذاره ويتجاوز الأمر ثم يمضي في سعيه لشيطنة إيران وفي الإعلان عن تهديدات ومخاطر تتعرض لها إسرائيل، أوجبت المساندة الأميريكية!
المسرح السياسي العربي والإقليمي، يدخل الى مرحلة غير مسبوقة من القدرة على الانتصار للشرف وللكرامة وللأخلاق، بإرادة تكفل الدفاع عن الأمة وعن مصيرها ومكانتها ومقدساتها. إننا في محنة تتهدد تاريخ النضال الفلسطيني بنهاية مأساوية، وتلوح بالقضاء النهائي على أكثر أمنيات شعبنا تواضعاً، وتُنذر بسحق كرامة العرب والمسلمين، وتفتح الأيام على احتمالات لا يستطيع أحد، التنبؤ بتداعياتها!
يتوجب الآن، أن نبادر كفلسطينيين، بوقف كل أشكال التفاوض مع هذا العدو. فعلى ماذا نفاوضهم، إن كانوا رسموا خططهم وشرعوا في تنفيذها؟ لا بد من طرح المسألة باعتبارها أمراً جللاً يتعلق بشرف أمة. ولا ينبغي أن يتحمل كل عبء الذود عن هذا الشرف، الجزء الفلسطيني من الأمة. لا بد من طرح الموقف، باعتباره تجسيداً لتوجهات أعتى من الحملات الصليبية التي خبرتها بلادنا، وباعتباره تحدياً للتسوية نفسها، ومن ثم للاستقرار في المنطقة وفي العالم!