المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اذا لم توحدنا القدس فمتى نتوحد ؟



الساحر2
03-25-2010, 11:25 AM
اذا لم توحدنا القدس فمتى نتوحد ؟


بقلم : أدهم الخروبي

مما لا ريب فيه ، ان الجرح الفلسطيني قد تعمق كثيرا ، نتيجة الانقسام الفلسطيني الجائر ، ولا شك ان الشرخ كبير ، لدرجة ان المواطن الفلسطيني قد سئم كثيرا من جلسات الحوار ، ولم يعد يتوقع انجاز ملف المصالحة في يوم من الايام ، فما ان تصبح المصالحة قاب قوسين او ادنى ، حتى يتحول الحال الى يسألونك عن المصالحة ايان مرساها ؟.

ولقد استبشرت خيرا وانا اتابع ردود الفعل على الصعيد الاعلامي لجميع الفصائل الفلسطينية ضد ما يجري للمسجد الاقصى المبارك ولمدينة القدس ، فهذا الفصيل يستنكر ، وذاك يشجب ، واخر يدعو الى التصدي لسياسة الاحتلال الرامية الى سرقة الارث الاسلامي ، وتهويد المسجد الاقصى ، صدحت عاليا حينها ، وقلت ان ثمة شيئا ما يوحدنا .

ويكأن السياسيين لم يروق لهم ان يعيش المواطن الفلسطيني نوعا من الراحة والامان مطمئنا وفخورا بلحمته ، اذ ما ان برأت الابتسامة ترسم على وجوه الناس بقرب المصالحة ، حتى عادت التصريحات من هذا الفصيل وذاك ، لتعلنها مدوية عالية ، باننا لن نتوحد يوما ، وكانها تقول بأن على الفلسطينين ان يبحثوا على شيء اخر ليوحدهم غير القدس وانينها ، فلم توحدهم دماء الشهداء الذين سقطوا في نابلس ، ولا من قبل من سقطوا في الحرب على القطاع الصامد .

وكأني بالاقصى الجريح ينزف دما ، ويئن ويصرخ ، على سوء الحال الذي وصلت إليه قضيتنا الفلسطينية ، فبالامس القريب تنديس من قبل شارون لباحاته أشعلت انتفاضة ما زالت ومضات شعلتها الى الان ، واليوم تنديس من المئات لباحاته ، لم تستطع ان توحد شعب ، لطالما كان همهم واحد ، وعدوهم واحد وقضيتهم واحدة ، ليصرح الاقصى السليب عاليا ويسأل الاخوة الفرقاء هل تنتظرون الهدم الذي بات مرتقبا بفعل فرقتكم وانحراف بوصلتكم حتى تتوحدوا ؟ اولست انا من سقط شهدائكم من اجلي ، اوليس انا من روى جرحاكم ثراي ؟ انسيتم الاف الاسرى الذين ما زالوا في عرينهم لانهم رفضوا بيع ذرة تراب مني ؟ متى ستنهضون من سباتكم ؟ .

هنا اقف قليلا لاهمس في اذنك يا اقصى واخبرك على وجل بان السؤال الذي يؤرقك ، يختلج العديد من ابناء فلسطين ، والذين سئموا حالة الشرذمة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينة ، وهم ذاتهم من صنعوا القادة هؤلاء واوصلوهم الى سدة الحكم وسدرتها ، وهم بعينهم من يتجاهل السياسيون صرخاتهم كما تجاهلوا انينك .

قد يتضايق البعض من مساواتي لطرفي الخلاف ، ليسأل لماذا تساوي من تمترس حول هموم شعبه وقضيته بمن تمترس على كرسيه غير ابه لمن اوصله اليه؟ ، وكيف لك ان تساوي بمن قدم تنازلات هنا وهناك محاولا رأب الصدع واصلاح ذات البين بمن ما زال يفرض شروطا هنا وهناك ؟ لاجيبه قائلا بما اخبرني به رئيس تجمع الشخصيات الوادية وممثل الشخصيات المستقلة في حوار القاهرة في لقاء جمعني خلال جولته التي يقوم بها في الضفة الغربية ، بان ثمة شرفاء من الطرفين ممن يريدون المصالحة فعلا وممن يسعون الى اصلاح ذات البين ، لاقول لهم ما رردوه دائما هم في خطابتهم ان فلسطين هي اكبر منكم جميعا ، اكبر من فتح واكبر من حماس ، وفلسطين للجميع ، ولن ترى القدس النور الى بوحدتكم .

اكتب مقالتي هذه ، وكأني بمن يقرأها يقول ، ماذا عسى لكلماتك هذه ان تغير شيئا من هذا الواقع المرير ، وأنى لمثلك ان يصلح ما افسده الدهر ، لاترك الاقصى يجيكم سائلا اذا لم توحد القدس الفصائل فمتى عساهم يتوحدون ؟