في المسجد الأقصى

[الساحر2]

في المسجد الأقصى
الصهاينة يتبولون والمسلمون لا يرون لا يسمعون ولا يتحركون









المسجد الأقصى المبارك.. مسرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونهاية رحلة الإسراء وبداية المعراج.. ثاني مسجد وضع للناس في الأرض.. وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال.



ورغم ما يتحلى به هذا المسجد المبارك من صفات قدسية إلا أنه يتعرض الآن لأبشع وأقذر الانتهاكات من جانب الصهاينة الذين لا يشغل بالهم الآن سوى السعي بكل الطرق لهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم محله، بل وصلت بهم الحقارة والقذارة إلى التبول داخله !!



وقال مركز "إعلام القدس" إن أحد حراس المسجد الأقصى المبارك، كشف عن الواقعة في رسالة بعث بها إلى المركز وقال إن عناصر الشرطة الذين يتواجدون داخل المسجد الأقصى، الذين تختارهم قيادتهم من لأكثر عداءً للفلسطينيين والمسلمين، اعتادوا التبوّل في باحات وأماكن متفرقة داخل المسجد، وخاصة في أبواب: الغوانمة، والرحمة، والمغاربة.



مسلسل مخزي مهين ارتضاه المسلمين والعرب واستمر في عرض حلقاته الصهاينة المعتدين، لما يحدث كل هذا ؟ وكيف الخلاص ؟ وما الذي تخبئه الأيام لهذا المكان الطاهر المبارك ؟



هدم الأقصـــــى



[دكتور عبد الله الأشعل]

يرد د. عبد الله الأشعل المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصرية وأستاذ القانون الدولي على هذه الأسئلة على تساؤلات شبكة الإعلام العربية قائلا إن إسرائيل تهدف في الأساس لهدم المسجد الأقصى، حيث تفعل ما تشاء من انتهاكات في الأراضي المحتلة بل وتشتم العرب وتصفهم بالحشرات ولا أحد يرد !! فنحن للأسف في العصر الذهبي الإسرائيلي.



من يوقف إسرائيل؟ لا أحد ولا أحد يتكلم من المسلمين والعرب ولذا وبسبب الغيبوبة التي يعيشون بها فلما لا تتبول إسرائيل في المسجد الأقصى وحتى على المسلمين كلهم ؟! ولو حدث ذلك أيضا لن يتحرك لهم ساكن .. فهنيئا للإسرائيليين الذين يستحقون كل تقدم؛ لأنهم وطنيين ومخلصين لقضيتهم ولذا يستحقوا كل نجاح يحرزوه.



مليار ونصف دون نخوة !



ويؤكد د. عبد الله أن الواقع يؤكد أن العالم الإسلامي، المليار ونصف مسلم، بكل ما لديه من إمكانيات مادية وبشرية وانتشارهم في كافة أنحاء العالم لا يستطيعون وقف هدم الأقصى من جانب الإسرائيليين، وإذا هدم المسجد الأقصى لن يتحرك أحد.



ويوضح أن الحكومات العربية سحبت من شعوبها النخوة وكل شعب منشغل بما لديه من مشكلات حيث تضيق بهم الدنيا الآن، مثلا الشعب المصري يعاني من أزمة الأنابيب، وبرغم الأزمة ينتظم الناس في طوابير للحصول على أنبوبة دون الثورة أو الاحتجاج على الحكومة. وبهذا الشكل نجد أن الشعوب العربية تم القضاء عليها فهي تموت يوميا موت بطيء من جانب من تعهدوا الشيطان على تدمير بلادهم.



ويبين د. الأشعل أنه من الناحية الدينية يجب علينا الدفاع عن القدس، ولكن ظهر بعض المنادون بفصل الدين عن الدنيا .. و"تصلي وتصوم وتعبد القيوم" بعيدا عن القضايا الإسلامية المصيرية. وإذا قامت مجموعة بتفجير أنفسهم يقولون عليهم إرهابيين في عصر أصبح فيه الدفاع عن الحقوق إرهاب.



ويضيف أن هناك سلسلة من التحكمات أوصلتنا لما نحن عليه الآن من دعة وسكوت مطبق، حيث تسيطر أمريكا على الحكام العرب والحكام مسيطرين على الشعوب بالقهر والبوليس



ولأن الصراع مع إسرائيل تاريخي ولن ينتهي اليوم لأن حكامنا موتى وغير قادرين على ترجمة الأموال الموجهة لخدمة الأقصى عسكريا فينصح في النهاية د. عبد الله الأشعل المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصرية باستغلال هذه الأموال في عمل مركز للدراسات الإسلامية للحفاظ على التراث الإسلامي، حيث أن إسرائيل تعمل على تزوير الحقائق ولذا لابد من التنوير الثقافي في هذه المرحلة الحرجة.



فرض عين



[دكتور فرحات المنجي]

نحن مأمورون بالدفاع عن المسجد الأقصى سواء مسلمين أو نصارى، هذا ما أكده د. فرحات المنجي، من علماء الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، لشبكة الإعلام العربية ، حيث وجب على المسلمين جميعا وهو فرض عين أن يهبوا لاستخلاص هذا المقدس الذي بارك الله فيه وفيمن حوله وهو علامة من علامات الإسلام وإحدى مناراته.



ويقول د. فرحات إن المسجد الأقصى بُني وبينه وبين البيت الحرام 40 عاما فقط ويعتبر من مقدسات المسلمين ولكنهم تقاعسوا عن نصره هؤلاء، حيث لا أقول أننا ننصر الفلسطينيين ولكن ننصر ديننا وبذلك نكون قد انتصرنا لأنفسنا فإن نصرة بيت الله هي نصرة للإسلام والمسلمين خاصة.



ويضيف إن هذا المَعلم الديني تشترك فيه الديانات كلها، لذا فواجب على كل ذي دين أن يدافع عن هذا البيت حيث أن من يقوم بتخريبه جماعة لا دين لهم ولا عهد يدعون لأنفسهم كتبا ويقولون إنها من عند الله ولو فكرنا قليلا لعلمنا أن الله سبحانه وتعالى لم يأمر بالاغتصاب ولا بقتل الناس وتشريدهم فهذه شريعة بشرية اصطنعها هؤلاء القوم الذين أتوا إلينا من كل بلاد الدنيا.



ويرثي د. المنجي لحال المسلمين وكيف أن أشر حثالة من البشر توافدوا من كل بلاد الدنيا وهم مثل زبد البحر تدفعهم الأمواج إلى حيث تريد فهؤلاء دفعوا إلى هذه البقعة وأعانهم على ذلك حثالة مثلهم مما يعادون الإسلام والمسيحية على حد سواء وتجمعوا على باطل، ولكننا للأسف كمسلمين لم نتجمع على الحق.



ليس باليد حيلة



[د .محمد الكحلاوي ]

وعندما توجهالى الشبكة العربية بالسؤال لد. محمد الكحلاوي أمين عام اتحاد الأثريين العرب حول دور الاتحاد في وقف هذه اعتداءات الإسرائيليين على المسجد الأقصى. رد متعجبا بأن هذا سؤال غريب ! وأجاب بسؤال آخر، هل بأيدينا شيء نقوم به ولم نؤديه على أرض الواقع.



وقال إن الاتحاد مسئول عن إصدار توصيات وتقارير وعمل ندوات ودق أجراس الخطر عندما يلوح في الأفق أي خطر على التراث الإسلامي العربي ثم يصعد الأمر إلى المسئولين الذين من المفترض أن يأتي دورهم في التحرك الفعلي. وهذا هو عمل أي منظمة علمية، حيث لا يتعدى دورها في الغالب أكثر من عمل الدراسات وإصدار التوصيات ثم يأتي دور المسئولين بعد ذلك.



ويرى د. محمد أن الصمت العربي والإسلامي المخزي والمحزن ليس جديدا، بل أن العالم العربي والإسلامي وافقوا على إهانة تراثهم المقدس دون التحرك وشاركه العالم الغربي لأن هناك جرائم ترتكب في حق تراث إنساني، ولكننا بين جناحين وموقفين متخاذلين.



ويتمنى د. الكحلاوي إلا يمس المسجد الأقصى سوء قائلا: إن شاء الله لن يُهدم المسجد وهذا ما يدلنا عليه إيماننا بكتاب الله ومباركة ربنا سوف تحميه ولن يتمكن أعداءه منه، بل إن الخذلان العربي سوف يكون وقود لدفع حركة المقاومة للدفاع عن الأقصى.



السلبية تغلف حياتنا



[ابو العلا ماضي]

أما المهندس أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط فيرى أن تأخرنا في الدفاع عن المسجد الأقصى ينبع من أننا قوم سلبيين في كل حياتنا فيما يخص أكل العيش والحرية وحتى فيما يخص مقدساتنا وهذه هي الكارثة.



ويوضح إننا في حالة ثبات لابد أن يكون هناك تحرك من الجميع .. أين الحكومات والشعوب والمؤسسات الإسلامية ؟ أين الرموز الإسلامية والعلماء والمفكرين والكتاب ؟ فالأقصى ملكا للجميع، وماذا ننتظر. أننتظر وقوع الكارثة وهدم المسجد الأقصى، لا قدر الله، ولأن القضية قضية ضغوط فلابد من تحرك الكل لنصرة المسجد الأقصى المبارك.



ويؤكد د. جميل محمد حسين عميد كلية الحقوق وأستاذ ورئيس قسم القانون الدولي العام جامعة بنها، على وجهة نظر المهندس أبو العلا ماضي قائلا : إن القضية ليست قانونية بل إنها قضية ضغط الشعوب وتوحيد الجهد بين الحكومات العربية والإسلامية من أجل إنقاذ الأقصى وهو أفضل طريق للوصول إلى نتيجة مرضية.



أما من الناحية القانونية فيوضح د. جميل أنه يمكن تقديم قضية ضد الصهاينة واتهامهم بالقيام بجرائم دولية وطلب إحالتها لمحكمة العدل الدولية باعتبار الاعتداء على الأماكن الدينية تمثل نوع من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
[دكتور جميل محمد حسين]





وفي رد حول تحكم مبدأ ازدواجية المعايير ضد قضايا العرب في المحافل الدولية يرد د. حسين بأن الأمر يحتاج لضغط عربي وإسلامي كاف لرد الحقوق وحتى لا تصبح المهمة صعبة. ويمكن استصدار قرار مبدئيا من مجلس الأمن مساند للدول العربية والإسلامية ولكن هذا يعتبر ضربا من ضروب الخيال أو من الجمعية العامة وهو أمر أيضا في غاية الصعوبة.



والخلاصة أن القضية ليست قانونية في المقام الأول بل تحتاج ضغط الشعوب العربية والإسلامية والحكام العرب والمسلمين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتطهير المسجد المبارك من دنس الصهاينة.



ورغم السكوت واللهو و الدعة التي تعيشها الشعوب العربية والإسلامية مع حكوماتها إلا أن الأقصى دائما في القلب وكما قال الشاعر محمد درويش

قل لها يا قلب



قلها يا قلب ولا تخشى

فالحب إذا أُعلنَ يبقى

وإذا لم يُعلنْ

قد يفنى



قلها يا قلب ولا تنسى

أنك في بحرٍ لجيٍّ

تبحث عن جُزُرٍ

عن مَرْسى



قلها يا قلب لكي تَغْنى

فالحب من الثروة أغلى

وهو الأقوى

وهو الأحلى

وهو الأسمى



قلها ثبِّتها في الدنيا

فغداً تلقاها في الأُخرى



قلها يا قلب لكي ترقى

فالحب زهورٌ في الصحرا

والحب ربيعٌ في المشتى

والحب صديقٌ في المنفى

والحب ضياءٌ في العتمه

والحب نقاءٌ في المعنى



قلها يا قلب ولا تخشى

فالموت أحنُّ من المنفى

وحياتي في وطنى أولى

من غربة ذلٍ أو بلوى



سأقول ولن أخشى شيئا

سأقول ولن أخشى أحدا

والقولُ سيتبعه فعلٌ

والفعلُ سيتبعه فجرٌ

فجرٌ قدسيٌّ لا يفنى



سأقول وأحكي عن حبي

عن حبِ المسرى والأقصى

عن حبٍ لن يهدأَ حتى

تَتَحرر أرضي أو أفنى



من أجل الأقصى والمسرى

روحي ودمائي وجهادي

لله الواحد كي يرضى